ميزة اللغة العربية أنها غنيّة. مليئة بالمترادفات! حين ظهرت موجة الراديو فضّل البعض تسميته بالمذياع، أما التلفزيون فوصف ب«الرائي»، لا بأس، وبخصوص قفزات التواصل الاجتماعي اقترح البعض تسمية تويتر ب«المغراد». التسمية تلعب دورها في إزالة شبحٍ ما عن منتج أو جهاز تقني معيّن. كذلك الأمر بالسينما، حين تركب الطائرة أمامك شاشة سينمائية، في «رسيفر» البيت ما لا يقل عن عشرين قناة سينمائية تأتيك على الشاشة بالأفلام العربية، والأمريكية، وغيرها. ببضع دولارات لا تتجاوز العشرة تستطيع أن تشترك بعدد من التطبيقات على جهازك الكفي مثل «Netflix»، وتشاهد مئات الأفلام والمسلسلات، وكأنك في صالة سينما وأنت على أريكتك. كل مكان يضجّ بالسينما من حولنا وبين يدينا. لا يخاف أحد من «اليوتيوب» وهو مليء بأفلام السينما، ولا يحذف التطبيق، لا يرى في ذلك أي بأس، لكن يأتي الهلع حين يتم الحديث عن السينما بوصفها جزءا من الواقع، من المدينة والحي، من الترفيه الطبيعي. الأفلام نفسها التي تشاهدها في بيتك وبشاشة الطائرة وعلى جهازك الكفي ستشاهدها في القاعة السينمائية، الفرق في الجديد منها، بل الرقابة على المشاهد الخادشة، ستكون أسهل في السينما منها في تطبيقك الكفي الذي تؤويه بين يديك. القصّة في الاسم، فلو أن السينما أطلق عليها «الشاشة الكبيرة»، أو «منصّة العرض» أو «التلفاز المسرحي» لانتهت القصّة، الخوف والهلع يأتي من الدماغ، وكلها أوهام ووساوس.