«إني لأتساءل كم منكم أيها المبصرون من يقدر نعمة البصر ويشكر الله عليها، حينما يشاهد عرضاً مسرحياً بديعاً، أو فيلماً ممتعاً»؟! – هيلين كيلر. *** نشرت إحدى الصحف الإماراتية أثابها الله، تقريراً بعنوان «السينما العربية تنسى الطفل في البيت!»، وليتها أردفت وقالت: والسينما السعودية تنسى كل البلد في البيت!. *** في الفيلم السعودي التسجيلي (السينما 500 كيلو)، رصد المخرج عبدالله آل عياف وبمهارة فائقة، قصة كوميديا سوداء لأربعة شباب سعوديين، قطعوا رحلة مضنية مسافتها (خمسمائة) كيلو متر، كي يصلوا لأقرب صالة سينمائية في بلد مجاور!. *** حمزة، الوافد التشادي لإحدى جامعاتنا، كان ينتقد سهري الدؤوب أنا وأصدقائي في القهوة لمشاهدة المباريات، فسألناه بأسى مفتعل: وكيف تقضي وقتك في تشاد؟! فقال: أذهب مع أصدقائي، ألعب كرة القدم، أذهب إلى مكتبة وسط إنجامينا.. وأذهب أحياناً للسينما!. *** ما زال كثير من الممانعين لوجود السينما في بلدي من يرونها حراماً وترفاً ومضيعة للوقت، والحديث معهم عن الفن السابع والعاشر و(السبعطعش) غير مجدٍ. وأما البعض الذين يتحججون بعدم وجود ضوابط واضحة، فأنا أنصحهم لوجه الله بمشاهدة الفيلم الإيطالي (سينما بارديسو الجديدة)، الذي يحكي قصة قرية (صقلية) حالمة، تجمع الفقر، والعمل، والهجرة، والأحلام المنتظرة. وفي المساء، تتحرك كل القرية لسينما بارديسو الوحيدة في قريتهم، يجتمع الأصدقاء والعائلة أمام دفء الشاشة الكبيرة. كانوا لا يشاهدون الأفلام حتى يمر عليها (القسّ) الذي يعمل (بتاع كله!)، ويقوم بعمل الرقيب!. افعلوا أي شيء، لكن أرجوكم لا تتركونا هكذا كالأسئلة الأبدية الحمقاء!. في هذه الزاوية غداً: محمد الشمري