أخلت مستنقعات الصرف الصحي حي مدائن الفهد (جنوبجدة) من السكان، الذين قرروا الرحيل منه إلى مناطق تنعم بالحد الأدنى من الإصحاح البيئي، ويبدو أنهم يئسوا من تحرك الجهات المختصة لإنهاء معاناتهم، المتفاقمة منذ سنين عدة، إذ تفشت الأمراض بينهم، فضلا عن تحطم مركباتهم من السير على الطرق المتهالكة بفعل مشكلة الصرف الصحي. وذكر عبدالله الهاجري أن منظر مياه المجاري في شوارع حيهم بات مألوفا لديهم منذ سنين عدة، مشيرا إلى أن مطالبهم المتكررة بإنهاء معاناتهم لم تجد نفعا. وقال: «تآكلت الطرق بفعل المياه المتدفقة في الحي باستمرار، فانتشرت فيها الحفر والأخاديد، وتسببت في تلف المركبات، فضلا عن تكاثر البعوض والحشرات الزاحفة في أروقة الحي»، مبينا أن تدني مستوى الإصحاح البيئي في مدائن الفهد دفع كثيرا من السكان إلى ترك منازلهم التي دفعوا فيها أموالا طائلة، وتوجهوا للاستئجار في مناطق نظيفة سليمة من التلوث. ورأى علي الحارثي أن أضرار مستنقعات الصرف الصحي لم تقتصر على التلوث والروائح الكريهة التي تنشرها بين السكان، بل يمتد خطرها لينال من الطلاب والطالبات، الذين يجدون صعوبة في اجتيازها لبلوغ مدارسهم، فضلا عن أنها تضايق سكان الحي خلال توجههم لأداء الصلاة في المساجد. وشدد خالد شامي، على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة لإنهاء معاناة سكان المدائن وحمايتهم وممتلكاتهم من مياه المجاري التي حولت الحي لمكان موبوء وخطر، ومعاقبة كل مقاول لا ينفذ مشروع الصرف بالطريقة المثلى.