فرضت مستنقعات مياه الصرف الصحي المنتشرة في شوارع حي الفيصلية 2 (شمال جدة)، حظر تجوال على الأهالي، وتحولت تلك البحيرات الآسنة بؤراً للأوبئة والحشرات، أجبرت السكان على إغلاق نوافذهم على الدوام خشية تسلل أسراب البعوض والحشرات إليهم. في وقت يشكو عدد منهم تجاهل الجهات المختصة لنداءاتهم بإزالة الملوثات التي تحيط بهم من كل جانب منذ نحو عام. وقال أحد سكان الحي الدكتور محمد حوسة إن مشكلتهم مع طفح الصرف الصحي تفاقمت منذ عام تقريباً، مشيراً إلى أن «المجاري» أصبحت تملأ غالبية الطرقات في الحي، ما دعاهم لمنع الأطفال من الخروج، فيما الكبار يعيشون معاناة خلال توجههم لأداء الصلاة في المسجد، كون النجاسة تحيط بهم من كل جانب. وذكر أنه بات يخشى من إصابة أبنائه بالأمراض، لاسيما مع انتشار البعوض والذباب والحشرات التي وجدت من بحيرات الصرف أرضاً خصبة للتكاثر، مشيراً إلى أن الأجهزة المختصة لم تكترث لمعاناتهم، على رغم أنهم يعانون من المشكلة منذ عام. وتحسر المواطن سليمان الغانمي على شرائه داراً في حي الفيصلية قبل نحو سبع سنوات كلفته كثيراً من الأموال، مفيداً أنه لم يكن يدرك آنذاك أن يتدهور وضع الحي ويتحول إلى مصدر للأوبئة والحشرات التي اتخذت من بحيرات الصرف منطلقاً لها. متمنياً أن تلتفت الجهات المختصة سريعاً وتسعى لإزالة الملوثات كافة التي تعترضهم في «الحي الذي كان إلى وقت قريب يصنف من الأحياء الراقية». بدوره، طالب محمد الزهراني من الجهات المختصة بإصلاح الخلل وعلاج الخطر لحماية السكان قبل أن تتفاقم الأوضاع، وقال: «من المؤسف أن تغرق طرق الحي بمياه الصرف وبتلك الكثافة، لاسيما وأن حي الفيصلية يقع في منطقة حيوية على شارع رئيس مهم في جدة وهو طريق المدينة»، لافتاً إلى أن مياه «المجاري» التي تتدفق في الحي منذ أشهر عدة، تسببت في تآكل الطرق والأرصفة، فضلاً عن أنها تحولت إلى مصدر للحشرات. ورأى بشار الهاني أنهم لم يجدوا أمام غرق غالبية طرق الحي بالصرف الصحي منذ فترة طويلة، سوى التعايش مع الوضع، بإغلاق النوافد على الدوام ومنع صغارهم من الخروج، معتبراً تدفق المجاري في شوارع الفيصلية أصبح أمراً اعتيادياً، «إذ لا يمضى شهران من دون أن تشاهد غرق المياه لأجزاء واسعة من الحي». وأضاف: «على رغم أننا تقدمنا بشكاوى عدة، إلى الجهات المختصة وفي مقدمهم الأمانة إلا أننا لم نجد منهم التجاوب، فلا تزال المستنقعات تطوقنا من كل جانب، وأتمنى أن ينظروا لمعاناتنا باهتمام». لافتاً إلى أن وضعهم الصحي بات مهدداً بالخطر. بدوره، أكد استشاري طب المجتمع الدكتور ماجد الغامدي ل«الحياة» أن انتشار مياه الصرف يساعد على تفشي العديد من الأوبئة الخطرة بين الناس، كالتسممات الغذائية و«الكوليرا» وأمراض الحساسية والجلدية، ناصحاً الأهالي بالابتعاد عن تجمع المستنقعات الراكدة لاسيما الأطفال. « الحياة» خاطبت أمانة جدة حول معاناة سكان حي (الفيصلية 2) من انتشار الصرف الصحي بين طرقاته، ووعد مسؤولوها بإنهاء المشكلة في أسرع وقت بإرسال صهاريج لشفط المجاري المتجمعة في الحي.