انعقاد أربعة قمم في السعودية حالة نادرة، تعكس قيادة الرياض للمشهد السياسي الخليجي والإقليمي والدولي، إذ، أكد محللون سياسيون لبنانيون، أن السعودية أصبحت مركزا لصناعة القرار الدولي وبوابة الانطلاق للمواجهة والتصدي للمشروع الإيراني الهادف إلى السيطرة والاستيلاء على المناطق العربية من أجل قضمها وإضعافها». المحلل السياسي جورج علم قال في تصريحات إلى «عكاظ» إن دور المملكة في هذه الحقبة الزمنية بالذات هو دور ريادي من حيث اتخاذ القرار وتنفيذه. وتابع قائلا «إن الجولة التي قام بها أخيرا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والتي شملت مصر وتركيا ومن ثم استقباله على التوالي ملك المغرب والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وانعقاد قمة خليجية أمريكية وخليجية مغربية، أثبت أن المملكة هي محور أساسي في منطقة الشرق الأوسط وتقود المشهد السياسي العالمي. وأضاف إن جميع الملفات التي تهم المنطقة من قريب أو بعيد للمملكة دور أساسي فيها ولذلك كان واضحا أن المعلومات التي صدرت عن المحادثات السعودية الأمريكية قيل إنها تمحورت حول ملفات المنطقة، الأمر الذي يعني أن للمملكة مكانة ودورا مؤثرا في هذه الملفات». وأردف بالقول «المحادثات التي أجراها الرئيس أوباما سيكون لها التأثير المباشر على تطورات المنطقة بشكل عام، فالمنطقة في مهب التغيير واليوم يتم بحث مختلف التسويات في اليمن وسورية والعراق وبالتالي فإن للمملكة الكلمة الأساس في هذا الشأن». من جهته المحلل السياسي الدكتور عامر مشموشي قال إن السعودية هي مركز لصناعة القرار الإقليمي والدولي ، وهذا ما نشهده من خلال القمم الأربعة التي عقدت في الرياضة سواء القمة الإسلامية ومنظمة العالم الإسلامي واليوم القمة الخليجية الأميركية. وتابع بالقول «ما يحصل الآن يدل على الدور الكبير والمهم الذي تضطلع بها المملكة في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة العربية من خلال التكاذب الخارجي عليها لقضمها كما هو واقع الحال بالنسبة لإيران التي تطمح للسيطرة والاستيلاء على العالم العربي». وأشار إلى أن «المملكة تتصدى بقوتها ودبلوماسيتها وعلاقاتها الخارجية وتأثيرها على القرار الدولي من أجل الحفاظ على استقلالية الدول العربية وكرامة الشعب العربي». وأضاف أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يعمل بكل جهد من أجل حماية المنطقة العربية لأن العرب حملوه الأمانة وهو على قدر المسؤولية». ولفت إلى أن «التدخلات الإيرانية مستمرة في شؤون الدول العربية وهذا مؤشر أنه لا بد من حصول تغيرات على هذا الصعيد من أجل الحفاظ على القوة والاستقرار العربي وبالتالي فإن الحركة الدبلوماسية إلى جانب القوة التي يستخدمها الملك سلمان ستساهم في إعادة الهدوء إلى المنطقة وتحقيق السلم الأهلي والاستقلال والسيادة في سورية والعراق واليمن وجميع المناطق التي تتدخل فيها إيران».