أكد خبيران ومحللان استراتيجيان في لبنان أن القمة الخليجية الأمريكية تكتسب أهمية استراتيجية كونها وضعت نقاط الأمن في المنطقة على حروف الشراكة الأمريكية الخليجية. المحلل الاستراتيجي الياس الزغبي وفي تصريح خاص ب«عكاظ» أمس (الجمعة) أكد أن قمة كامب ديفيد التي جمعت دول مجلس التعاون الخليجي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وضعت نقاط الأمن في المنطقة على حروف التعاون الواضح والتحالف الأكيد بين واشنطن ومجلس التعاون الخليجي رغم مراهنة البعض على فشل او عجز مثل هذه القمة عن بلورة صيغة تحالف واضح، والقمة ليست سوى نموذج من نماذج الربح العربي الذي سيحققه التحالف العربي بقيادة المملكة. وعن تأثير القمة على الملف النووي الإيراني، قال الزغبي أن إيران تتجه نحو خسارة المزيد من الأوراق والنظرية التي كانت تقول إنها تدفع بالملف النووي للمزيد من النفوذ في العالم العربي هي نظرية خاطئة لأنها تخوض ملفات خطيرة على عدة مستويات منها ان ملفها النووي سيخضع كليا للتحقيق والمراقبة الدولية إضافة إلى أنها ستخسر على مستوى النفوذ في العواصم العربية سواء في سوريا والعراق ولبنان واليمن وعلى المستوى الداخلي أي على مستوى نظامها لأن كل انفتاح بهذا الحجم سيؤدي إلى تغيير ولو بسيط في بنية النظام الإيراني. من جهته، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور عامر مشموشي، قال ل«عكاظ»: قمة كامب ديفيد نجحت بالشكل من خلال اهتمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعزيز أواصر التعاون بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي ورأينا تفاهما تاما وتأكيدا على العلاقة الاستراتيجية والتاريخية بين الدولتين، أما من حيث المضمون فقد لبت القمة رغبة عربية جامعة بعدما اتفق المجتمعون على مواجهة التحديات في المنطقة ومحاربة الأطماع الإيرانية التي كشرت عن أنيابها لتهدد العالم العربي. هذه المواقف ستضاف إلى المصلحة العربية المشتركة والتي تقودها المملكة في تدخلها من خلال «عاصفة الحزم» لدرء الأخطار عن الأمن القومي العربي. وتابع الدكتور مشموشي ل«عكاظ»: الأهمية الاستراتيجية لهذه القمة تكمن في أنها أكدت على أن هذه العلاقة ليست علاقة عابرة بين الدول العربية والولاياتالمتحدة إنما هي علاقة استراتيجية مبنية على ثوابت لها علاقة بالتعاون الكامل بما فيه التعاون العسكري ولا يمكن أن تتزعزع رغم الأحداث وأتوقع الكثير من النتائج الإيجابية لهذه القمة.