عمت تسريبات «أوراق بنما» أرجاء العالم، من الصين إلى روسيا مرورا ببريطانيا، وشملت مجموعة واسعة من المسؤولين والشخصيات، غير أن طرفا أساسيا في النظام المالي العالمي يبقى حتى الآن غائبا بصورة ملفتة عنها، وهو الولاياتالمتحدة. ولم تشر الوثائق المسربة سوى إلى عدد ضئيل من الأمريكيين يشتبه بنقلهم قسما من أموالهم إلى ملاذات ضريبية وشركات أوفشور بمساعدة مكتب المحاماة البنمي «موساك فونسيكا» الذي بات معروفا في العالم أجمع. ومن هؤلاء دفيفد غيفن، قطب الموسيقى الذي أسس مع المخرج ستيفن سبيلبرغ أستوديو «دريمووركس» للأفلام، غير أن أي شخصية كبرى أمريكية سواء من السياسة أو الأعمال أو المصارف لم يتلطخ اسمه في الفضيحة. وقالت مارينا ووكر غيفارا، مساعدة مدير «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» الذي نسق التحقيق الصحافي حول مجموعة الوثائق الضخمة، «هناك عديد من الأمريكيين، لكنهم بمعظمهم أفراد عاديون». لكن هل يمكن الاستنتاج من ذلك بأن الولاياتالمتحدة نموذج للشفافية المالية؟