أعلن مكتب المحاماة البنمي «موساك فونسيكا» في صلب فضيحة «أوراق بنما» التي كشفت الأحد أنه تعرض لعملية قرصنة معلوماتية، فيما تتواصل التداعيات السياسية لهذه القضية. وأول ضحية سياسية للفضيحة كان رئيس الوزراء الأيسلندي ديفيد سيجموندور جونلوجسون الذي قدم استقالته الثلاثاء تحت ضغط الشارع بعد الكشف عن مخالفات مالية وعمليات تهرب ضريبي. وكشفت «أوراق بنما» المسربة ضلوع قادة عالميين ومساعدين لهم وعائلات ونجوم في عالم الرياضة والسينما في فضيحة تهرب ضريبي. وألقى التحقيق الذي أجرته أكثر من مائة وسيلة إعلامية الضوء على الأموال التي تملكها حوالي 140 شخصية سياسية. وشركات الأوفشور ليست بحد ذاتها غير شرعية وهناك عديد من الأسباب المشروعة لاستخدامها. لكنها يمكن أن تستخدم أيضا لتبييض عدة أنشطة إجرامية أو إخفاء ثروات جمعت خارج إطار السياسة. وأعلن مكتب المحاماة البنمي «موساك فونسيكا» الذي كان في صلب فضيحة «أوراق بنما» أنه تعرض لعملية قرصنة معلوماتية تمت من ملقمات أجنبية، وأنه قدم شكوى في هذا الصدد. وقال رامون فونسيكا مورا مدير المكتب وأحد مؤسسيه «لدينا تقرير تقني يقول إننا تعرضنا لقرصنة من أجهزة ملقمة في الخارج»، موضحاً أنه قدم الإثنين «شكوى في هذا الصدد لدى النيابة». ونفى مكتب «موساك فونسيكا» القيام بأي تجاوزات، وقال إنه التزم على الدوام بالقانون. وتنحى رئيس وزراء أيسلندا سيجموندور ديفيد جونلوجسون الثلاثاء بعدما كشفت وثائق بنما المسربة أن زوجته امتلكت شركة خارج البلاد لها مطالبات كبيرة لدى بنوك منهارة في البلاد. وقال نائب رئيس الحزب التقدمي الحاكم سيجوردور إنجي يوهانسون الذي يشغل حاليا أيضا منصب وزير الثروة السمكية والزراعة للصحفيين إن جونلوجسون بصدد التنحي، وإن الحزب اقترح على حزب الاستقلال شريكه في الائتلاف الحاكم أن يصبح هو نفسه رئيس الوزراء الجديد. بوتين: لم يرد اسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا في التحقيق لكن مصارف وشركات ومساعدين مقربين، متهمون بتهريب أموال تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية. شي جينبينج: استخدمت عائلات عدد من كبار المسؤولين الصينيين من بينهم الرئيس ملاذات أوفشور آمنة لإخفاء ثرواتها. وأشار التحقيق الصحافي إلى تورط ثمانية على الأقل من أعضاء المكتب السياسي الصيني، أقوى جهاز في الحزب الشيوعي الحاكم. بوروشنكو: الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو متهم بامتلاك ثلاثة حسابات أوفشور يمكن أن تستخدم ملاذات ضريبية. ولم ينف بوروشنكو وجود الحسابات لكنه قال إنها لا تخالف بأي شكل كان قوانين بلاده أو القوانين الدولية. كاميرون: كشفت وثائق الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين أن والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كان يدير صندوق أوفشور وتجنب دفع الضرائب في بريطانيا على مدى 30 عاماً من خلال اتخاذ جزر البهاماس مقرا له. وفي مواجهة دعوات حزب العمال المعارض لإجراء تحقيق، قال كاميرون إن ثروته تتألف من راتبه وبعض المدخرات ومنزل. وأضاف «أنا لا أملك أي أسهم أو صناديق أوفشور أو أي شيء من هذا القبيل». شريف: أشارت الوثائق إلى أن ثلاثة من أولاد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بينهم ابنته مريم المرشحة لخلافته في حياته السياسية، يمتلكون عقارات في لندن عبر شركات أوفشور يديرها مكتب المحاماة «موساك فونسيكا».