تؤكد زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لمصر متانة الروابط وعمق العلاقات بين عاصمتي القرار العربي «الرياضوالقاهرة»، بل إن الزيارة تكتسب أهمية بالغة من توقيتها الجوهري الذي يعد أقوى رد على من يحاول استثمار التعقيدات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة لترويج الشائعات والعبث بالأمن القومي العربي. إن الزيارة التاريخية التي يقوم بها الملك سلمان اليوم إلى القاهرة ويلتقي خلالها أخاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، لها دلالات وأبعاد ورسائل عديدة، تؤكد أن العلاقات بين البلدين ليست خيارا وإنما مسألة «مصير واحد لا يقبل المساومة». مصر تؤكد في جميع المواقف أن أمنها من أمن السعودية، والسعودية كذلك تؤكد أن أمنها من أمن مصر، وهذه ليست مقولات مجانية، بل حقائق تؤكدها المواقف التاريخية الراسخة، بدءا من توقيع اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين 1955، ومرورا بوقوف المملكة مع مصر في أحداث عدة، أبرزها إعلان السعودية للتعبئة العامة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر، والتي شهدت تطوع الملك سلمان في صفوف الجيش السعودي، فضلا عن إيقاف النفط في حرب أكتوبر 1973، وصولا للموقف الشامخ للمملكة المساند لاستقرار مصر بعد ثورة 30 يونيو. كما أن الزيارة بالإضافة إلى أهميتها السياسية، تعد مفتاحا لضخ الاستثمارات السعودية في شرايين الاقتصاد المصري، من خلال توقيع البلدين العديد من الاتفاقات في مجالات النفط والتنمية والإسكان والسياحة وغيرها؛ لتأكيد التكامل الأمني، السياسي، الاقتصادي بين البلدين الشقيقين. عكاظ