من مضايا السورية المكلومة إلى الفلوجة العراقية المستغيثة، الجوع واحد والإرهاب واحد والفتنة واحدة والملعون فيها واحد أيضا. في مضايا عرب جائعون أطفال ونساء وشيوخ تحاصرهم ميليشيات طائفية لبنانية من ملالي طهران يأتمرون. وفي الفلوجة عرب جائعون أطفال ونساء وعجزة أيضا يحملون نفس الأسماء ونفس الملامح ولون البشرة أيضا، تحاصرهم ميليشيات طائفية عراقية وأيضا من ملالي طهران يأتمرون. الجوع واحد في أمكنة عربية متعددة في سورية واليمن والعراق، والاستغاثة واحدة وإن خرجت من أفواه تحمل جنسيات عربية عدة، أما القاتل والإرهابي واحد، في مضايا هو حزب الله حيث كلف بتنفيذ أجندة الملالي في طهران، وفي الفلوجة هو الحشد الشعبي الذي صنعه سليماني ليكون في خدمة الملالي ولهم وفيا منصتا ينفذ الأجندة دون اعتراض. الفلوجة تستغيث كما مضايا استغاثت والفلوجة يأكل أهلها تراب الأرض وهواء الظلم كما أكلت مضايا عشب البراري ودموع أطفالها، لا لشيء فقط لأن الملالي في طهران أرادوا أن ينفثوا حقدهم التاريخي وبغضهم للعرب قاطبة. هناك أرادوا أن يعاقبوا أهل الفلوجة ومضايا على موقعة القادسية ورجالها. أرادوا أن يعاقبوا أحفاد سعد بن أبي وقاص على دخول جدهم لفارس فاتحا منصرا. أرادوا أن يعبثوا بالتاريخ لعلهم يربحون شيئا من المستقبل. في الفلوجة كما مضايا الأمعاء الفارغة ستهزم الملالي. في الفلوجة كما مضايا سينهزم الجمع وينتصر المستغيثون، فالجوع كافر لكن الجائع مؤمن ولا بد أنه منتصر. في الفلوجة كما مضايا سيكتب الأطفال على جدران المدينة نحن أبناء هذه الأرض وتربتها لنا وسيسقط الغزاة الواحد تلو الآخر فذلك قدر الطغاة وما تبدل قدرهم يوما. في الفلوجة جائع يستغيث كما مضايا وفي التاريخ تُكتب حروف تعرف أن الجائع مظلوم ومنتصر وأن الغزاة ظالمون، منهزمون لا محالة، هو التاريخ لا يخطئ مساره.