انتهكت السيارات والحيوانات الضالة حرمة الموتى في مقبرة حيزان (80 كيلومترا شرق تيماء)، لافتقادها إلى سور يحميها ويحدد ملامحها، وفي ظل هذه الوضع المزري، لم يجد الأهالي سوى التحسر والألم من الاعتداءات التي تنال أكثر من 100 قبر في الموقع، احتضنت آباءهم وأجدادهم. وحين ربطت بلدية محافظة تيماء تسوير المقبرة بانتظار الاعتمادات المالية، تحرك فاعل خير لاتخاذ إجراءات تحمي حرمة الموتى بجهود ذاتية وفق قدراته، وتبرع ب«طوب» وضع فوق القبور للفت الانتباه لها، إلا أنها لم تف بالغرض. مطالبا البلدية بسرعة تسويرها حفاظا على حرمة الأموات. وانتقد مسعد خلف العنزي ما اعتبره صمت بلدية تيماء وتجاهلها الانتهاكات التي يتعرض لها الموتى في المكان، مشددا على أهمية أن تتحرك في أسرع وقت وتسورها، فالأمر لا يستدعي الانتظار والارتهان للبيروقراطية. وقال العنزي: «نتألم كثيرا ونحن نشاهد الكلاب الضالة تتحرك بحريتها على قبور أهلنا، وما يزيد الألم حين نسمع رد بلدية تيماء بانتظار الاعتمادات، الأمر لا يحتمل التأخير والانتظار». مشيرا إلى أن غياب ملامح المقبرة حولها إلى معبر وطريق للسيارات. وذكر العنزي أن المنطقة كانت مقطنا للبادية وموردا لهم منذ أكثر من 300 عام. مبينا أن فاعل خير تبرع بوضع «بلوك» فوق القبور للفت الانتباه لها، إلا أنها لم تحم الموتى من عبث الحيوانات والسيارات. وناشد منصور عايش العنزي بلدية تيماء بالنظر إلى مقبرة حيزان باهتمام، والتحرك سريعا لتسويرها وحمايتها من الكلاب الضالة التي تعبث فيها دون رادع. مبينا أن مرور المركبات في الموقع كشف كثيرا من القبور. ورأى أن المعاناة والمشكلة لا تستدعي انتظار تعميدات وميزانيات، خصوصا أن إنشاء سور حول القبور لا يكلف الكثير، وسينهي المعاناة سريعا. مشيرا إلى أن الأهالي في حيزان يعتزمون مقاضاة بلدية تيماء، لتقاعسها عن حماية القبور من العبث الممتد منذ فترة طويلة. وأسف سعيد بن عبدالله على ما يحدث في مقبرة حيزان من تجاوزات، في ظل افتقادها للتسوير. مستغربا تبرير بلدية تيماء، وانتظار التعميدات لحماية حرمة الموتى. في المقابل، أكد رئيس بلدية تيماء المهندس سعود بن هريسان العنزي ل«عكاظ» أن حماية المقبرة ضمن خطتهم. مشيرا إلى أنهم بانتظار الاعتمادات المالية لإنهاء التسوير.