أعلنت جمعية الوداد الخيرية لرعاية فاقدي الرعاية الأبوية نيتها التوسع دوليا بتوفير ثلاثة فروع في مصر والسودان وإندونيسيا وإنشاء مركز دولي باسم الوداد في سويسرا. ويأتي ذلك في وقت ما زال مصير عشرات الأيتام في المملكة غامض بين وزارة الشؤون الاجتماعية والجمعيات الخيرية في ظل نقص دور الرعاية لهم، الأمر الذي تسبب أخيرا في أزمة إيواء بحق عدد من الأيتام واضطرت صحة جدة لرعايتهم في أجواء غير مناسبة متمثلة في غرفة ضيقة داخل مستشفى الولادة، وهو ما أثار انتقادات جمعية حقوق الإنسان التي طالبت بتوفير بيئة مناسبة لهؤلاء الأطفال. لكن جمعية الوداد التي تأسست منذ أكثر من ثماني سنوات ولم يكن لها سوى دار وحيدة في مكةالمكرمة أنشأتها قبل ست سنوات، بادرت بتبني رعاية جزء من الأيتام معلنة نيتها في التوسع داخليا بإنشاء أربع دور جديدة في جدة والرياض والشرقية والشمالية. إلا أن الجمعية وعلى لسان رئيسها المهندس حسين بحري حددت ثلاثة شروط لاستقبال فاقدي رعاية الأبوين، إذ لا يستطيع أن يلجأ لها كل الأطفال الأيتام، «لأننا نختص بمجهولي الأبوين ودون سن العامين»، بالإضافة إلى شرط خلوهم من الأمراض الوبائية والمعدية، واعدا بتشكيل لجنة مشتركة مع الوزارة لزيارة المستشفى «في وقت لاحق» لتسلم الأطفال الذين تنطبق عليهم الشروط. لكن هذه الشروط تفتح باب التساؤلات حول مصير عشرات الأيتام فوق سن العامين والذين لا يجدون لهم دورا تؤويهم «حسبما أفرزت تداعيات أزمة أيتام جدة»، إذ حسب مختصين فإن فارق السن والتصرفات ليست واضحة بين أعمار العامين والثلاثة أعوام، وربما يأتي الفارق الواضح سواء في النشاة والسلوكيات فوق الخمسة أعوام. وفيما يعتمد نشاط الجمعية على فاعلي الخير حسبما أفاد بحري «فالجمعية قائمة على تبرعات الأعضاء وبعض فاعلي الخير كمصدر لتمويل، وأهدافها ومشاريعها لا تتحقق إلا بدعم محبي الخير في الاستثمار بأفضل المشاريع الخيرية التي تنفع الإنسان في الدارين وهي كفالة الأيتام، وحصلت الجمعية على مليوني ريال من رجال الأعمال وللجمعية مشاريع وقفية منها وقف دار الأيتام بمكةالمكرمة وآخر بمحافظة جدة ووقف آخر استثماري بمنطقة مكةالمكرمة». ورغم محدودية التبرعات - حسب بحري - إلا أن الجمعية شرعت فعليا في التوسع خارجيا حيث كشف رئيسها فتح ثلاثة فروع «رغم الصعوبات التي واجهت الجمعية في تأسيس هذه الفروع والحصول على التراخيص في تلك الدول»، مبينا تلقي الجمعية العديد من الطلبات من دول مختلفة لتأسيس جمعيات تحمل الاسم والفكرة والنشاط نفسه، لذلك بات لزاما على القائمين على الجمعية تأسيس مركز دولي باسم «الوداد» يسعى لتشجيع وتأسيس جمعيات لها الفكر والمنهج نفسه يكون مركزها مقر الجمعية بمكةالمكرمة. وفي زيارة ميدانية ل«عكاظ» على مبنى الرعاية والإيواء الذي يقع في أرقى أحياء غربي مكةالمكرمة، أكد المسؤولون أن طاقة المبنى تصل إلى 50 طفلا، فيما وزع أربعة أطفال على شقة واحدة تضم غرفتي نوم وصالة ومطبخ ودورتي مياه ومجهزة بالأثاث والألعاب المناسبة، وتشرف عليهم مختصة ترافقهم وتعمل على إرضاعهم وتدبر شؤونهم اليومية من مأكل ومشرب وتعليم. وتعمل الجمعية - حسب القائمين عليها - وفق نظام غذائي مناسب لأعمار الأطفال، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الصحية الطارئة بالتعاون مع مستشفى الولادة والأطفال بمكةالمكرمة. وتؤكد الجمعية أنها تسعى لمعالجة قضايا فاقدي الرعاية الأبوية وتقديم الرعاية الفائقة لهم من خلال آليات وأساليب حديثة ومتميزة بأسلوب شرعي معتمد على القرابة بالرضاع يتم توثيقها بصك شرعي؛ ليكونوا أفرادا صالحين لمجتمعاتهم. ويؤكد رئيس الجمعية أنهم يسعون لتقديم الخدمات دون الحصول على الربح المادي، وتشتمل هذه الخدمات على توفير برامج متكاملة متطورة للاهتمام بالأطفال، لذلك حرصت الجمعية على تغيير مسماها من «مجهولي الأبوين» إلى فاقدي الرعاية الأبوية مراعاة لمشاعرهم. مركز دولي في سويسرا اختارت جمعية الوداد الخيرية «سويسرا» لتأسيس الوداد الدولية بعد مفاضلة بين أربع دول شملت لبنان، الإمارات، بريطانيا، سويسرا، حيث تم إعداد نظام تأسيس الجمعية حسب الأنظمة السويسرية وترجمته إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وجار ترشيح من 8-18 شخصية عالمية للمشاركة في تأسيس الوداد الدولية بحسب النظام الصارد من «سويسرا» بأن يكون عدد المؤسسين 15-25 مؤسسا. كما تم اختيار أعضاء اللجنة وتشمل ثمانية أشخاص، وهم: المهندس حسين بحري، المهندس عمر هاشم خليفتي، المحامي نزار مغربي، مطلق العتيبي، عباس بخيت، أحمد الصبان، المحامي أيمن سراج، ماجد العصيمي.