قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أمس إن المملكة تركز جهودها على هدف رئيسي واحد، هو إيجاد فرص وظيفية. وأبلغ أسوشيتد برس في أبو ظبي أن «الهدف الأكبر اليوم في السعودية هو الاقتصاد والوظائف». وأضاف أن هبوط أسعار النفط الخام من 115 دولارا للبرميل في منتصف 2014 إلى نحو 30 دولارا للبرميل دفعت السعودية لإعادة التفكير في سياساتها الاقتصادية، وكيفية إدارة إنفاقها. وزاد الأمير سلطان بن سلمان: «كنا نعرف على الدوام أنه لا يمكن إبقاء سعر النفط عند معدل 100 دولار للبرميل. وأعتقد أن من الجيد أن نعيد النظر في السعودية في الاقتصاد. وهو شيء ظللت أتحدث عنه بصفتي وزيرا حكوميا خلال السنوات ال15 الماضية». وأوضح أن دوره كوزير ورئيس للهيئة العامة للسياحة هو مهمة اقتصادية، ومهمة إيجاد فرص وظيفية، أكثر منها مهمة تتعلق بالترفيه. على صعيد آخر، أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أن الدول العربية تعيش حالة خطيرة من الوضع العربي العلمي القائم. وأضاف أن دول الخليج على وجه التحديد تمر في حالة ازدهار في الوقت الحاضر لأنها بقياداتها وأهلها توحدوا وبنوا وحدة مجتمعية بأنفسهم، قامت على مبدأ أجمع تزدهر وليس على مبدأ فرق تسد. ولفت خلال كلمته في «الدورة الثالثة للقمة العالمية للفضاء وصناعة الطيران» التي افتتحت أمس (الثلاثاء) في أبو ظبي إلى أن مستقبل الإنسانية هو الخاسر أيضا في أن العالم العربي والإسلامي المبدع الذي أوصل الرواد إلى الفضاء يعيش معظمه حالة التخلف وعدم الاستقرار. وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن السعودية تتجه بخطى واثقة نحو الريادة في أبحاث وتقنية علوم الفضاء، بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من خلال عدد من المجالات ومنها مجال تقنية الفضاء إلى الاستفادة من مكامن القوة الاقتصادية الأخرى إلى جانب النفط، وأن المملكة تمتلك اليوم أكثر أنظمة الاتصالات تطورا في المنطقة، وهي اليوم من أكبر أسواق تقنية الاتصالات. وبين أن رؤية وتوجهات خادم الحرمين الشريفين، كان لها الفضل الأكبر في متابعة مشاركة المملكة في ريادة الفضاء وقيادته عن قرب من خلال بلورته للرؤية التي قدمها الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- لتحقيق الاستفادة القصوى من رحلة الفضاء التي شاركت بها المملكة على المكوك ديسكفري العام 1985 وتحويلها من مجرد مشاركة إلى انطلاقة لبرنامج التقنية وأبحاث الفضاء واقتصاديات المعرفة. وشدد الأمير سلطان بن سلمان في تصريحات صحفية أدلى بها بعد نهاية كلمته، أن دول الخليج ستستمر في بناء مستقبلها عبر الاستثمار العلمي والاستثمار في شباب المنطقة الذين يعتبرون الأساس للبناء والمعرفة والتطوير، منوها بأن السعودية تستثمر في المستقبل بشبابها وتدعم برامج الفضاء بثقل، معربا عن سعادته بأن يرى حلمه بعد 30 عاما قد تحقق. وذكر أن مشاركته في رحلة الفضاء التي مضى عليها أكثر من 30 عاما، جاءت بدعم رجال عظماء وزعماء وهم الملك فهد والملك عبدالله وكذلك الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمهم الله. واستذكر في ثنايا كلمته، مقابلة سمو الشيخ زايد آل نهيان -رحمه الله- الذي وصفه بصاحب القيم العربية والرؤية الراسخة والمتقدمة التي أنتجت دولة حديثة متقدمة، وأبان أن العرب ليسوا وحدهم الخاسرين من إنشغال المنطقة العربية بمشاكلها الحالية، بل إن العالم برمته هو الخاسر الأكبر لغياب الحضارة العربية والإسلامية. وبعد الجلسة الافتتاحية تجول الأمير سلطان بن سلمان في المعرض المقام على هامش القمة والتقى خلالها بولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كما التقى رواد فضاء آخرين كانوا بصحبته في رحلته المكوكية إلى الفضاء إلى جانب بز الديرن وهو ثاني رجل وطأت قدماه سطح القمر بعد آرم سترونج.