اكتسبت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية إلى فرنسا أهمية حيوية في هذا التوقيت، لاسيما أن البلدين حريصان على فتح قنوات التواصل والتعاون في العديد من المجالات لتقوية الشراكة الإستراتيجية وتعزيز التفاهم المشترك لإيجاد حلول فاعلة وعملية لقضايا المنطقة الشائكة، خصوصا أن باريس تعتبر المملكة الحليف الدائم والشريك القوي في منطقة الخليج. هذه الزيارة تزامنت مع إعلان مجلس التعاون الخليجي قرار تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ولا شك أن وجهات النظر الفرنسية السعودية متطابقة، إذ تؤيد المملكة في خطواتها التي اتخذتها للحرب على الإرهاب من جانب ودعم الشرعية في اليمن وانضمامها للتحالف الدولي لمحاربة داعش من جانب آخر، وتلك الشراكات النوعية بين البلدين تأتي لتحقيق التوازن في العلاقات التي تسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة. وتحرص الرياض على مد جسور علاقات شراكة إستراتيجية مع باريس، ما ينم عن أن الدبلوماسية السعودية تتحرك وفق مصالحها الإستراتيجية وقراءة أبعاد مستقبلية تصب في صالح المنطقة، وتركز دائما في أولويتها المشتركة على بحث ملفات الأمن والسلام في المنطقة، والقضايا الإقليمية الرئيسية بما في ذلك الأزمة السورية، وتسليط الضوء على حاجة كلا البلدين لتطوير تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب.