«فخور بابني وما قدمه» بهذه الكلمات بدأ السعودي محمد العنزي حديثه عن ابنه تركي، الذي استشهد أمام قصر دسمان بالكويت قبل ثلاثة أيام أثناء تأديته عمله بقطاع الأمن في دولة الكويت. ويقول العنزي ل «عكاظ»: «ابني قدم حياته دفاعا عن زملائه أثناء هجوم شخص مشتبه به على نقطة أمنية يعمل فيها تركي وبرفقته خمسة آخرون، إذ تقدم للجاني الذي هاجم رجال الأمن بسيارته»، لافتا إلى أن ابنه توفي نتيجة الإصابة التي تعرض لها في حادثة الدهس. ويضيف أن ابنه يعمل رجل أمن في الكويت منذ سبعة أعوام، وأمه كويتية الجنسية، ويذهب إلى عمله يوميا من محافظة الخفجي الواقعة على الحدود السعودية – الكويتية، مشيرا إلى أن ابنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال. ويتابع: «أفتخر بالدور الذي قام به ابني في إنقاذ حياة زملائه، والتضحية بنفسه من أجل الدفاع عن أمن الكويت»، مؤكدا أن الحكومة الكويتية لم تقصر معهم بعد الحادثة، وتولت القضية لمحاكمة الجاني بعد القبض عليه. وأكدت مصادر مطلعة أن التحقيقات الأمنية لا تزال جارية مع المتهم لمعرفة دوافعه للإقدام على جريمته، التي توفي فيها رجل الأمن تركي محمد العنزي وأصيب خمسة آخرون، خلال أدائهم عملهم في تنظيم حركة المرور في دوار دسمان بمدينة الكويت العاصمة، مشيرة إلى أنه تم القبض على الجاني بعد مقاومته لرجال الأمن. ووجه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بمعاملة أبناء شهيد الواجب وكيل عريف تركي العنزي معاملة الكويتيين، كونه من منتسبي الوزارة الخليجيين أبناء الكويتيات، كما بعث ببرقية تعزية إلى أسرة الشهيد العنزي. وتفاعل المجتمع الكويتي مع حادثة دهس السعودي تركي العنزي الذي استشهد دفاعا عن أمن الكويت، مشددين على أنه ليس غريبا على المملكة وأبنائها التي تقف دائما مع الكويت، لاسيما أن الحادثة أثناء احتفالات الكويت بعيد تحريرها، بينما اعتبرها كويتيون ردا على التصريحات المسيئة التي أطلقها النائب في مجلس الأمة الكويتي عبدالحميد دشتي تجاه السعودية، التي يحاول فيها إشعال الفتنة بين البلدين الشقيقين. ويعمل في الكويت نحو 2800 سعودي تتوزع وظائفهم بين التعليم والأمن والصحة، بسبب الترابط الاجتماعي بين البلدين وقرب مدن سعودية من الكويت، إضافة إلى أن الأنظمة الكويتية تعامل أبناء الخليجيين أسوة بالمواطنين.