لا أرغب الحقيقة بالنزول بذائقة القراء في تحليل مواقف عبدالحميد دشتي من المملكة والخليج، ولكني أمام أمانة القلم للوطن وللقيادة وللشعب السعودي الذي أحب، أجدني مضطرة لإيضاح بعض الحقائق والمفارقات في وطنية دشتي كما عرضها هو والإعلام الكويتي لكن مع ربطها ببعض. ولنبدأ بالربط بين مقاله المعنون: (المزدوجون هم الطابور الخامس وهم «المستوطنون الجدد» ومهمات القرف) ويقصد به مزدوجي الجنسية من القبائل، مشبهاً البدو باليهود، كاتباً "أيها المستوطنون الجدد كونوا أدباء أو اذهبوا إلى معازيبكم واخدموا كمقهوجية في بيوت شعرهم وفي استراحاتهم في البر وفي قصورهم في المدن، ارحلوا عنا واتركوا بلادنا تعيش بسلام". ولأن هذه الجزئية توضح موقفه من مزدوجي الجنسية فلنربطها بتعليق المحلل السياسي الكويتي الدكتور فايز النشوان، دليلاً على وجود الازدواج المخالف لدى دشتي "لا شك أن دشتي ينفذ أجندة، كما زعم في عام 2011 أنه قال داخل قاعة البرلمان أنا مزدوج سوري إيراني كويتي، ولم يحاسبه أحد في ذلك الوقت، حتى وفقا للائحة الداخلية التي تمنع هذا الشيء". وما دامت الأمور تربط ببعضها فلنربط هذه الأجندة بوطنيته الصامتة والمباركة لاعتداء إيران الإرهابي على حقل الدرة الكويتي وتصريحات رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، (أن سوريا لو سقطت ستسقط معها الكويت)، لينقض عكسياً لا للدفاع عن مقدرات وثروات وطنه الكويت بل للدفاع عن إيرانوسوريا، مبررا ذلك بأنه يؤثر على حسن الجوار والعلاقات. أما فيما يخص هجومه على جارة الكويت، السعودية، ودفاعه المستميت عن بشار الأسد، وإيران من خلال مداخلة تليفونية مع قناة "الإخبارية السورية" التابعة لنظام بشار الأسد، مطالباً بضرب ما سماه ب "أساس الفكر التكفيري الوهابي في عقر داره" فليكون الربط مع زيارته المثيرة للجدل والسخط في الكويت لتعزية حزب الله بوفاة أحد أعلام الإرهاب عماد مغنية، والذي يتهم بأنه المسؤول عن خطف طائرة الجابرية ومحاولة اغتيال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد. الزيارة التي طالب عدد كبير من أعضاء مجلس الأمة بالتحقيق بها ورفع الحصانة عن النائب، والتي وصفها رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم بأنها «تصرف استفزازي، ولا يصب باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية ولا يحاسب عليه أحد سوى النائب نفسه». وما دمنا في ملف الإرهاب، فلنربط تصريحات دشتي ضد المملكة بتورطه بتمويل الإرهاب وبحكم المحكمة الجنائية البحرينية عليه بالحبس سنتين مع النفاذ، لجمع وتلقي أموال من دون الحصول على ترخيص لتوزيعها على بعض المحكوم عليهم بارتكاب أعمال إرهابية وقضايا شغب. والمتزامن مع النظر في دعوى أمن الدولة ضد دشتي أيضاً بتهمة "الإساءة إلى مملكة البحرين"، وذلك بعد رفع الحصانة النيابية عنه. جميعنا مندهشون من طول هذا المسلسل القضائي لهذا (المستوطن الخامس) المحسوب على الكويت ويتكلم بلسان حصانتها ليطعن في كل دول الجوار الخليجي. الموجع أن اساءته لنا لا تعادل حجم اساءته لدولة الكويت ولشعبها ولحكومتها.