تشهد نسبة الإصابة بالسرطان في المملكة ارتفاعا كل عام بمعدل 1.5% بحسب إحصاءات السجل السعودي للأورام خلال الفترة من 1994-2008، التي أشارت إلى إصابة 135 ألف حالة خلال الفترة المشار إليها، بمعدل 9 آلاف حالة سنويا، سجلت نسبة إصابة الذكور فيها 51.6%، والإناث 48.4%، فيما أكثر الفئات العمرية إصابة بالسرطان ما بين 40-64 سنة. الدكتور عبدالواحد نصر المشيخص استشاري الجراحة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام كشف على هامش المنتدى الثقافي بالقطيف بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان أن سرطان الثدي يأتي في مقدمة أنواع الإصابة يليه سرطان القولون والمستقيم، ثم الغدد اللمفاوية والغدة الدرقية وسرطان الدم والكبد ثم الرئتين. كما تشير الدراسات إلى أن المنطقة الشرقية هي الأعلى في الإصابة بأورام السرطان، ثم منطقة الرياض وتبوك والقصيم ثم الجوف والمدينة، إذ يعتبر سرطان الثدي المتصدر في أنماط الأورام السرطانية في المنطقة الشرقية، يليه القولون والمستقيم، وبعده الغدة الدرقية، ثم اللوكيميا. وبين وجود 140 مليون حالة سرطان جديدة تشخص كل عام حول العالم، ينتج منها 80 مليونا (57%) حالات وفاة بسبب السرطان. داعيا المجتمع للمساهمة في تقليل حدة المرض وتخفيف أثره السلبي على المصاب وعائلته، كونه مرض مجتمع وليس مرضا شخصيا، فالأثر الذي يتركه في أوساط الأسرة والمجتمع كبير وشامل. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية اختارت هذا العام شعار «نحن نقدر .. أنا أقدر، معا نتحدى السرطان». مؤكدا أن الشفاء التام من السرطان ليس بالأمر المستحيل بل ممكن. وأكد عدم التمكن من اكتشاف السبب الرئيسي لأورام السرطان، لكن هناك مسببات يمكنها في الأغلب أن تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية بسبب تفاعل عدة عوامل، منها جينية كحدوث طفرة في الحمض النووي، وبيئية كالإشعاعات المضرة والمواد الكيميائية، وبعض الأمراض المزمنة كالسمنة والتهاب القولون والكبد الوبائي والإيدز، وعوامل أخرى مثل كثرة الوجبات السريعة والتدخين والكحول ونمط حياة الكسل والخمول. وذكر أن أعراض السرطان تختلف باختلاف نوع الورم ومكانه مع وجود أعراض شائعة، منها: نقص الوزن دون مبررات، استمرار عسر في الهضم وصعوبة البلع، تغير طارئ في عملية التبرز، النزيف الدموي من فتحة الشرج أو حلمة الثدي، بحة أو تغير في الصوت، التهاب رئوي متكرر، تغير ملحوظ في الشامات أو الزوائد الجلدية. من جهة أخرى، تفاعلت صحة جازان بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مع فعاليات الأسبوع الخليجي للتوعية بالسرطان الذي يأتي ضمن فعاليات اليوم العالمي للسرطان 2016 تحت شعار «40 حماية/40 شفاء» بمعرض توعوي حوى مطويات وملصقات توعوية توضح المرض وأعراضه وكيفية الوقاية منه، إضافة إلى معلومات ونصائح يقدمها القائمون على المعرض للزوار للتقليل من معدل الإصابة بالسرطان. الدكتور عبدالرحمن سالم المشرف على المعرض أشار إلى أن مرض السرطان يعتبر من أكثر الأمراض تهديدا للصحة بعد أمراض القلب والشرايين ونسبة الإصابة في الدوال الصناعية والمتقدمة أعلى بكثير من الدول النامية، كما تشير الدراسات إلى أن ما يزيد على 50% من حالات السرطان بدول الخليج يتم اكتشافها بمراحل متقدمة يصعب علاجها في حين يمكن شفاؤها إذا ما تم تشخيصها في وقت مبكر. وأضاف الدكتور عبدالرحمن أن شعار الحملة «40/40» لهذا العام 2016 يشير إلى أن 40% من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها باتباع أنماط حياة صحية وتبني عادات غذائية صحيحة، إضافة إلى ممارسة النشاط البدني بانتظام والمحافظة على الوزن المثالي، في حين أن 40 نوعا من أنواع السرطان يمكن الشفاء منها بإذن الله في حالة التشخيص المبكر وتوفير العلاج المناسب في حينه. من جانبه إشار نائب مدير مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بجازان إبراهيم الرياني إلى أهمية المشاركة في مثل هذه الحملات التوعوية التي تهدف إلى مجتمع خال من الأمراض ورفع مستوى الوعي الصحي لدى المتلقي، خصوصا فئة الشباب، حول العوامل المؤدية للإصابة بالسرطان، إضافة إلى أهمية التشجيع على اتباع نمط غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بين جميع فئات المجتمع.