أوضح الدكتور سفيان إسماعيل سلطان استشاري جراحة القولون والمستقيم في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة أن سرطان القولون والمستقيم يعد الثاني شيوعا بعد سرطان الرئة وسط الرجال وسرطان الثدي لدى النساء في المملكة، وأنه يمكن شفاء العديد من الحالات شفاء تاما عبر التدخل الجراحي والمتابعة الكيماوية، لافتا إلى أن مستشفى الملك فيصل في جدة يعالج ما بين 60 إلى 80 حالة سنويا، وبين في حوار ل «عكاظ» أن عدم الكشف المبكر على نتوءات جدار القولون يتحول مع الزمن إلى أورام سرطانية.. وإلى نص الحوار: يلاحظ انتشار مرض القولون العصبي بشكل كبير في المملكة.. ما الأسباب، وهل للبيئة علاقة؟ مرض القولون العصبي له عدة مسببات، أهمها الحالة النفسية وعدم العناية بالقيم الغذائية وعدم ممارسة الرياضة، وأود أن أنوه هنا أنه لا علاقة بين أمراض القولون العصبي من تهيجات وخلافه وبين أورام القولون، ولا يمكن تشخيص القولون العصبي إلا بعد أن يتم فحص القولون واستبعاد كافة الأمراض العضوية. ما الحالات التي يتطور فيها مرض القولون العصبي إلى أورام يستوجب أستئصالها ؟ كما أسلفت، أن لا علاقة بين أورام القولون وأمراضه الأخرى، ولحسن الحظ أن أورام القولون الخبيثة هي السرطانات الوحيدة التي لا تنشأ في البداية كورم خبيث، حيث تنشأ كزوائد لحمية في جدار القولون، ويمكن أن تبقى حميده فترة من الزمن، وعند اكتشافها مبكرا يمكن استئصالها والحد من تطورها إلى ورم خبيث، وبعض أورام القولون فيها شفاء كامل، عكس السرطانات الأخرى. هل بالإمكان تحديد أسباب أورام القولون؟ كباقي أنواع السرطانات الأخرى لا يعرف أسبابها حتى الآن، ولكن قد يكون هناك مسببات ثانوية، منها التقدم في العمر (ما فوق الخمسين)، تاريخ العائلة المرضي، الإصابة بالتهاب القولون الطلائي لأكثر من 10 سنوات، وهناك عوامل مساعدة لحدوث أمراض القولون بشكل عام، أبرزها تناول اللحوم بكثرة والوجبات السريعة، والبعد عن تناول الخضروات والفواكه وممارسة الرياضة بشكل فاعل. ذكرت أن النتوءات تتحول إلى أورام.. كيف ذلك؟ تحول تلك النتوءات والخلايا إلى أورام سرطانية يعتمد على نوعية النسيج وحجمه وعدده، كل تلك العوامل تساعد على تحويل النتوءات الى أورام تنشأ حميدة، وتتحول مع فترات زمنية إلى أورام سرطانية يجب استئصالها. أيهما أكثر إصابة بالقولون الرجال أم النساء، ولماذا؟ الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء بنسبة قليلة، إلا أن سرطان القولون هو ثاني أشهر السرطانات بعد الرئة بالنسبة للرجال، والثاني بعد سرطان الثدي بالنسبة للنساء، وهنا أنصح الجميع بضرورة الفحص بعد بلوغ سن الخمسين للقولون عن طريق المنظار. ما نسبة الإصابة بأورام القولون في المملكة مقارنة بالدول الغربية، وتحديدا بريطانيا، كونك عملت بها كجراح؟ لسوء الحظ ليس هناك إحصائيات في الوطن العربي عن العدد الإجمالي للإصابة، إلا أن هذا المرض يعد الأكثر انتشارا في الدول الغربية، وبريطانيا تحديدا، وبنسبة أكبر من الوطن العربي كونهم يعتمدون على الأكلات السريعة الدسمة. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا تفيد إحصائية لعام 1993م أنها سجلت 152 ألف حالة سرطان قولون، بينما في السعودية عام 2000 سجلت 735 حالة سرطان قولون. وللأسف أن هناك ازديادا في عدد الحالات سنويا، وهنا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في جدة نعالج ما بين 60 و80 حالة من أورام القولون، بمعدل حالتين أسبوعيا لمرضى يأتون من مختلف مناطق ومحافظات المملكة؛ نظرا لإمكانياته المستشفى العالية، كما أن جميع الحالات التي تكتشف هنا في المملكة تكون متقدمة ومع تطور العلم يتم الشفاء للعديد منها. ما الأعراض التي يمكن للإنسان ملاحظتها، والتي تنبئ بأن هناك خللا في القولون؟ بشكل عام إذا تعدى الإنسان الخمسين عاما، ولاحظ أن هناك نزيفا مستمرا من فتحة الشرج وفقدان شهية ونقص وزن وفقر دم من الضروري استشارة الطبيب وعمل منظار للقولون لتجنب تحول النتوءات إلى أورام سرطانية. ماذا عن مراحل سرطان القولون والمستقيم؟ مراحل سرطان القولون أربع مراحل، المرحلة الأولى عندما يكون الورم محدودا داخل جدار القولون، وهنا نسبة الشفاء عالية قد تصل إلى 90 في المائة، والمرحلة الثانية عندما يخترق جدار القولون والمستقيم ونسبة الشفاء تزيد على 70 في المائة، والثالثة عندما يصل الورم إلى الغدد اللمفاوية المحيطة بالقولون والمستقيم ونسبة الشفاء تزيد على 50 في المائة، والمرحلة الرابعة وعندما ينتشر الورم إلى أعضاء أخرى مثل الكبد والرئتين ونسبة الشفاء تتجاوز 10 في المائة، وأنوه هنا إلى أن العلاج الكيميائي أصبح كثيرا خلال العشر سنوات الماضية، وهناك مجموعة من العلاجات تساعد بشكل كبير في الحد من انتشار المرض، إضافة إلى عدة آليات لسرعة ودقة تشخيص المرض، وهذا أمر في غاية الأهمية، علما بأن جميع السرطانات في الجسم تبدأ خبيثة إلا سرطانات القولون تبدأ حميدة، ومع الإهمال تتحول إلى خبيثة.