توصل أستاذ الآثار والنقوش في جامعة جازان الدكتور فيصل الطميحي إلى أن المخلاف السليماني ليس الاسم القديم لكامل منطقة جازان. كما أن العرش ليست أبا عريش، كونها وردت عند ياقوت الحموي في معجم البلدان على أنها موضع ساحلي. الطميحي من خلال كتابه «المخلاف السليماني في منطقة جازان بين الوهم والحقيقة» انطلق في كتابه وفق آلية التحقيق الموضعي، ليلغي ما تناقلته الدراسات التاريخية من أن «المخلاف السليماني» اسم قديم لجازان. موضحا أن «المخلاف قد يصح ويقبل إطلاقه على جزء منها فقط، وليس على جميعها، إذ إن لكل موقع امتداده التاريخي». وأضاف الطميحي أنه «جاءت تسمية المخلاف السليماني نسبة إلى سليمان بن طرف الحكمي الذي كان قائما على مخلاف حكم، ومخلاف عثر، ووحد بين المخلافين منذ القرن السادس الهجري تقريبا، كما في كتاب عمارة الحكمي المتوفى 569ه». إذ قال في «المفيد» إنه «ولد في مخلاف ابن طرف». ولفت الطميحي إلى أن «دراسات ظهرت أخيرا واعتمدت أدلة مادية تمثلت في بعض المعثورات من النقود الإسلامية، وعلى نصوص تاريخية تؤكد بشكل قاطع أن بني طرف حكام عثر من موالي بني مخزوم القرشيين، ولا ينتمون لأي حال إلى قبيلة حكم». مشيرا إلى أن «المعاجم الجغرافية في العصور الإسلامية الوسيطة تحدثت عن مخاليف اليمن، ولم يرد فيها أي خبر عن المخلاف السليماني عدا ما ورد في كتاب (العقيق اليماني في تاريخ المخلاف السليماني)». مؤكدا أن «حدود المخلاف السليماني تقاصرت إلى أضيق الحدود كونها تشمل شريطا ضيقا يقع إلى الجهة الشمالية والشمالية الغربية من صبيا ويحتوي على قرى قليلة». وكشف أن «تسمية جازان بالمخلاف السليماني، وقعت في القرن الحادي عشر من خلال تسجيل الحوليات فيما تقع أبو عريش في وادي جازان، وليست العرش كما يزعم البعض كون العرش تقع على ساحل البحر». ويرى الطميحي أن «تاريخ منطقة جازان تعرض لكثير من الأذى بسبب النقولات غير الموثقة والمعتمدة أحيانا على النقل الشفاهي». والكتاب من أحدث إصدارات الدار العربية للعلوم ناشرون ونادي جازان الأدبي.