تكشف أرقام المبالغ التي تكبدتها أندية دوري المحترفين السعودي هذا الموسم جراء فسخ تعاقداتها مع مدربي فرق كرة القدم واستبدالهم بآخرين، عن مشهد مثير للدهشة ومحرض على التشكيك في أهلية القائمين على مجالس إدارتها لقيادة هذه الكيانات وقدرتهم على ذلك، بعد أن أظهرت إحصائيات مختلفة عن إقالة أكثر من نصف مدربي الفرق ال 14 وجلب آخرين وإقالة عدد منهم في صورة واضحة لما يمكن وصفه بالتخبط في الاختيار وصناعة القرار، وبإقالة إدارة نادي الرائد لمدربها اليوناني تاكس لمونيس وإحلال مساعده رضا حكم في موقعه، تكون 8 أندية قد تعاقبت على تغيير مدربيها خلال نصف موسم من بين 14 ناديا تشارك في دوري الفئة المحترفة وظلت 6 أندية فقط على مدربيها وسط ضغوطات قد تقتلع أي منهم في أي لحظة ولأي سبب. يحتفظ مدربا متصدر الدوري ووصيفه بالنصيب الأوفر من الرضا على مستوى الجماهير والنقاد، فعلاوة على تحقيق مدرب الهلال لقبي كأس الملك والسوبر ومدرب الأهلي لقب كأس ولي العهد، فإن وجودهما على عرش الترتيب هذا الموسم يزيد من قيمتهما الفنية والمالية وهما أغلى مدربي الكرة السعودية حاليا وفق إحصائية تقريبة بحسب مصادر مطلعة، إذ يتقاضى اليوناني جورجيوس دونيس أجرا سنويا يقارب 6 ملايين و300 ألف ريال سعودي فيما يتقاضى جروس مدرب الأهلي قرابة 8 ملايين ريال سنويا، في حين أن مدرب النصر الراحل داسيلفا ومدرب الاتحاد المقال بولوني كانا من بين أكثر المدربين كلفة في الدوري، في حين يتقاضى مدرب النصر الجديد كانافارو قرابة 4 ملايين حتى نهاية الموسم، بينما يتقاضى التونسي فتحي الجبال مليوناً ونصف المليون ريال حتى نهاية الموسم، في حين تكشف مصادر عن أن أجر المدرب بيتوركا يقارب 5 ملايين ونصف المليون ريال سنويا، فيما متوسط أجور بقية المدربين يعادل مليون ريال سنويا، ما يعني أن إجمالي الرواتب المدفوعة سنويا يتخطى حاجز 37 مليون ريال عدا المدربين الراحلين والشروط الجزائية التي قد ترفع ما تخسره الأندية على المدربين إلى ما يزيد عن 40 مليون ريال سنويا. خسائر باهظة اضطر ناديا النصر والاتحاد للتخلي عن مدربيهما والرضوخ لشروط جزائية باهظة، حيث ساهمت النتائج غير المرضية لأنصار فريق الاتحاد باتخاذ إدارة ناديهم قرارا يقضي بإقالة الروماني لازلو بولوني بعد 7 مباريات فقط وتكليف المصري عادل عبدالرحمن الذي قاد الفريق في 4 مباريات، قبل التعاقد مع الذي تمت إقالته الموسم الماضي الروماني فيكتور بيتوركا لتولي مهمة الإشراف على الفريق، وستتكبد الإدارة دفع شرط جزائي بحسب مصادر مقربة يفوق 600 ألف يورو، في المقابل فإن النتائج غير المرضية لفريق النصر، دفعت الإدارة لإقالة الاوروجوياني خورخي داسيلفا مدرب الفريق بعد 4 مباريات قاد خلالها الفريق، كلف معها الكولومبي رينيه هيجيتا لتولي مهمة الإشراف على الفريق في مباراة واحدة، قبل تولي الإيطالي فابيو كانافارو مهمة الإشراف على الفريق، وسيضطر النصر لدفع شرط جزائي كبير للمدرب المقال وسط أنباء عنه أنه يتخطى نصف مليون يورو. إقالات متكررة تتصدر فريق الرائد والقادسية والوحدة قائمة الفرق الأكثر تغييرا للمدربين، فالأول كان أول من قص شريط الإقالات بإنهاء تعاقده مع الجزائري عبدالقادر عمراني بعد قيادته لمباراتين فقط، ليحل بديلا عنه اليوناني تاكيس ليمونيس الذي تمت إقالته منذ أسبوع وتعيين خلفا له المساعد رضا حكم بالإشراف على الفريق، وسط انتقادات لاذعة حول التعاقد والإقالة على هذا النحو المريب، فيما أسند الثاني مهمة التدريب للوطني حمد الدوسري بعد إقالة المدرب الكسندر جالو الذي جاء خلفا للتونسي جميل بلقاسم الذي قاد الفريق أول خمس مواجهات من الموسم، في الوقت الذي قام الثالث بالتعاقدها مع 3 مدربين هم الاوروجوياني خوان رودريجيز وأقيل بعد 5 مواجهات ليقود المصري بدر الدين حامد الفريق في مواجهة واحدة فقط، قبل تعاقد رسمي مع الجزائري خير الدين مضوي الذي يتولى حاليا مهام تدريب الفريق. تغييرات عاجلة اتجهت بعض الفرق إلى تغيير مدربيها قبل منتصف الموسم لتدارك الأمور، حيث فضلت إدارة هجر اللحاق بركب التغيير بعد صافرة النهاية لخامس مواجهة خاضها مع المدرب نيبوشا يوفوفيتش من الجبل الأسود لتكلف السعودي عبدالله الجنوبي في مهمة الإشراف على الفريق في مواجهة واحدة قبل التعاقد مع البلجيكي ستيفان ديمول، ليلحق به فريق نجران بعد 12 مباراة له بالدوري، بإقالة التونسي فتحي الجبالي وتكليف السعودي الحسن اليامي مؤقتا لقيادة الفريق في المواجهة الأخيرة للفريق بالدور الأول حتى تم التوقيع مع البرازيلي انجوس الذي تولى الفريق منذ بداية الدور الثاني، وقرر الشباب الاستغناء عن مدربه الاوروجوياني الفارو جوتيريز ليتولى التونسي فتحي الجبال المهمة بديلا عنه ومنذ بداية الدور الثاني. مبررات التغيير خلال 13 جولة فقط تنوعت أسباب تغيير المدربين، حيث تم إلغاء عقود 9 مدربين هم عبدالقادر عمراني وتاكيس ليمونيس من الرائد وجورج داسيلفا من النصر وخوان رودريجيز من الوحدة ونيبويشا يوفوفيتش من هجر وجميل بلقاسم وألكسندر جالو من القادسية ولازلو بولوني من الاتحاد وألفارو جوتيريز من الشباب. في حين انتهى تكليف كل من رينيه هيجيتا في النصر وعبدالله الجنوبي في هجر وبدر الدين حامد في الوحدة وعادل عبدالرحمن في الاتحاد والحسن اليامي في نجران، بينما انتهى عقد التونسي فتحي الجبال ولم يتم تجديده لرغبة الطرفين. ويسيطر التوانسة على العدد الأكبر من المدربين بوجود 4 توانسة ثم الارجوانيين والرومانيين بتواجد 3 منهم فيما تنوعت الجنسيات بين البرازيل واليونان وسويسرا والبرتغال وبلجيكا والجبل الأسود وكولمبيا وإيطاليا، في حين تواجد مدربان وطنيان سعوديان وجزائريان ومصريان ويشكلان مع التوانسة الأربعة ما نسبته 40 % من إجمالي المدربين الذين تعاقبوا على الفرق هذا الموسم.