لا تخلو مهنة من متاعب وتحديات، وحال المطوفات يحكي معاناتهن في سبيل الحصول على المزيد من الحقوق والاهتمام بهن من قبل الجهات ذات العلاقة -حسب قولهن-، في ظل تطلعات وأحلام عريضة رسمنها للارتقاء بالمهنة والإبداع في تقديم الخدمات لضيفات الرحمن خلال موسم الحج. اعتراف وزارة الحج بأهمية دور المطوفة ونوع الخدمة التي تقدمها، يأتي في مقدمة التحديات الماثلة أمام المطوفات، وفقا لنجاة باقاسي، لافتة إلى أن هناك أهدافا يسعين لتحقيقها من ضمنها إعطاؤهن مساحة أوسع في المؤسسات لمزيد من العطاء وصولا إلى الإبداع، إضافة إلى منح المرأة عضوية مجالس إدارة مؤسسات الطوافة وفق الضوابط الشرعية. وترى باقاسي أن حرمان أبناء وبنات المطوفات المتزوجات من خارج أبناء الطائفة من الإرث في المهنة في حال وفاتها يشكل هاجسا لهن، فضلا عن حرمانهن من أولوية الحصول على الوظائف الموسمية. ولأهمية التدريب في هذا المجال، طالبت وفاء محضر بضرورة استمرار البرامج التدريبية للجان النسائية طوال العام بدلا من تنفيذها في توقيت ضيق قبيل الموسم بشهر أو اثنين، لكي يكون دورهن أكبر في خدمة ضيفات الرحمن، ونقل وتبادل الثقافات والمعرفة بين المجتمع عموما والمكي على وجه الخصوص وبين شعوب حاجيات بيت الله الحرام. ونوهت شادية غزالي بأهمية تفعيل دور المطوفة كما كانت في السابق، بدلا عن قصر عملها في موسم الحج عبر اللجان المؤقتة التي تتصارع المطوفات للحصول على فرصة وظيفية فيها بعكس ما كان في السابق، فجميع أفراد بيوت المطوفات كانوا يعملون في المهنة، مؤكدة أن المطوفات يعانين من محدودية الصلاحيات التي تتجلى من خلال تعاملهن مع اللجان التطوعية في موسم الحج وعدم اطلاعهن بشفافية على ميزانية المؤسسات، مطالبة بإشراكها في مشاريع التغذية لمن لا يملكن مصانع كبرى متخصصة في التغذية ولديهن مشاريع صغيرة ومتوسطة. من جهتها، شددت وفاء بانة، على ضرورة استحداث وظائف نسائية في وزارة الحج تكون الأولوية فيها للمطوفات غير الموظفات من خريجات الجامعات اللاتي لم يحصلن على فرص وظيفية، مؤكدة أن الحاجة باتت ملحة لفتح قسم نسائي في الوزارة لما يمثله من أهمية كبيرة في خدمة ضيفات الرحمن اللاتي يمثلن 50% من أعداد الحجاج والمعتمرين ويحتجن لإنهاء معاملاتهن دون الحاجة إلى مراجعة أقسام الرجال.