العاصفة التي أحدثها الموقف الذي اتخذه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في الاجتماع الوزاري العربي الأخير في القاهرة، لم تهدأ في بيروت حتى الآن، خاصة بعدما أثار رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة المسألة على طاولة الحوار، مشيرا إلى أن الامتناع عن التصويت لا يمثل حقيقة الموقف اللبناني، إضافة إلى البيان الصادر عن الرئيس سعد الحريري الذي دان الموقف ورأى فيه إذعانا للرغبات الإيرانية. عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي شن هجوما قاسيا على باسيل أمس ووصفه ب «المعيب والمتخاذل»، مستغربا اتخاذه قرارا خارج الإجماع العربي الذي لطالما كان لبنان جزءا لا يتجزأ منه. وشدد عراجي على أن مصلحة لبنان مع دول الخليج أقوى وأهم من مصلحته مع أي دولة أخرى، لافتا إلى أن باسيل تعاطى ب «تخاذل» مع حوالى نصف مليون لبناني يعيشون ويعملون في دول الخليج. وقال «إذا كان وزير الخارجية يسعى لمراعاة خاطر حزب الله كي يحفظ طريق الرجعة في السباق إلى رئاسة الجمهورية، كان يمكن أن يوقع على البيان ويتحفظ على الفقرة التي تناولت حزب الله». وأشار عراجي إلى أن تيار «المستقبل»، وحرصا منه على عدم حصول انفجار سني – شيعي، قبل بالجلوس على طاولة الحوار مع «حزب الله» بالرغم من إساءات رئيس كتلة الحزب محمد رعد بحق رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري وبالرغم من ممارسات الحزب في مضايا حيث ينتهج سياسة التجويع مقابل الأرض. وأفاد «لطالما كنا حريصين على امتصاص الأزمات وخاصة الفتنة السنية الشيعية التي متى انفجرت ستأخذنا إلى المجهول وتحولنا إلى ما يشبه العراق وسوريا»، معتبرا أن الكلام الذي أدلى به رعد مهددا الحريري في حال عاد إلى لبنان «معيب وغير مقبول»، وأضاف: «نحن مثلا لا نقبل بأن يهدد أي كان محمد رعد بهذه الطريقة باعتباره مواطنا لبنانيا ورئيس كتلة نيابية». فيما النائب سمير الجسر رأى أن جبران باسيل لم يقنعه بوجهة نظره حول الكلمة التي ألقاها في اجتماع وزراء الخارجية العرب، لافتا إلى أن «العالم العربي يتعامل مع لبنان بخصوصية ونحن لدينا مصالح في قلب هذه الدول العربية من خلال أبنائنا الموجودين في العالم العربي».