الجماهير الإيرانية والعبث صنوان من أصل واحد، والشواهد على ذلك كثيرة وموثقة وإن أحجم الاتحاد الآسيوي عنها فيما مضى، لأسباب لم ولن تكون مقنعة للباحثين عن شرف المنافسة وحماية الروح الرياضية، فالنأي بالمباريات عن ما يخرجها من نطاقها المحدد ويحمي جميع أطرافها فرض لا يقبل المساس به أيا كانت المبررات، وإن كانت أندية الوطن: الهلال والأهلي والنصر والاتحاد بصدد التوجه للاتحاد المحلي لطلب نقل مبارياتهم مع الفرق الإيرانية (تراكتور ونفط طهران وزوب أصفهان وسيباهان) إلى أرض محايدة، فإن على إتحاد القارة الصفراء أن يتصدى لهذا الأمر بمسؤولية سيما أن جميع الضمانات التي تعهد بها ذهبت أدراج الرياح في مواجهات سابقة تعرض لها الرباعي إلى جانب الفتح والشباب والاتفاق، بل ولم تعاقب المتجاوزين المسيئين بما يستحقون أسوة بالتشديد الذي تفرضه على بقية الفرق في القارة. الهلال: واجه الزعيم أكثر من غيره الأندية الإيرانية عبر تاريخه الطويل في دوري أبطال آسيا بمسمييه القديم والجديد، وبأنظمته الثلاثة المختلفة، فضلا عن البطولات الآسيوية الأخرى وفرض نفسه بطلا لأول مرة من أمام فريق إيراني هو الاستقلال، وخلال الأعوام الستة الأخيرة تحديدا وجد الأزرق نفسه محاطا بظروف خارج حدود الكرة خلال النزالات التي يخوضها في مدن إيران، فخلال عام 2011 لم يحرك إتحاد الكرة الإيراني ساكنا أمام إساءات الجماهير للفرق الخليجية، وشهد ملعب سيباهان أول هذه الاستفزازات على نحو ملحوظ، سبقها اكتشاف إدارة الزعيم علب مياه مثقوبة بحقن معينة مثيرة للشبهات موزعة على غرفة اللاعبين والإداريين وكامل طاقم البعثة، وتم رصدها من قبل الجهاز الطبي، فضلا عن ما تعرض له البعض في المطار، واستمر الحال في الأعوام الماضية، كان آخرها في مواجهة بيروزي العام الماضي التي سبقت بتجييش إعلامي وتحريض طائفي وصل إلى حد عنونة إعلام طهران الرسمي للمواجهة ب ذبح الهلال حلال، و100 ألف إيراني جاهزون للذبح. النصر: خلال مشاركته في النسختين الأخيرتين له، واجه النصر أحداثا كبيرة واستفزازات متعددة، إذ رفعت الجماهير الحاضرة لمباراته مع الاستقلال على ملعب أزادي في العاصمة طهران عبارات سياسية ولافتات تحمل عبارة مسيئة للمملكة العربية السعودية ولمملكة البحرين عام 2011، في وقت جاء بعد تجاهل الأمن الإيراني إعلان مجموعات متطرفة تعرف ب «الأوباش» عبر الإنترنت نيتها تحويل مباراة منتخب البحرين في التصفيات المونديالية وقت ذاك لموقعة حربية سياسية بعد رفعهم لافتات في مباراة السد القطري أمام سبهان أصفهان في دوري أبطال آسيا، ما اضطر «الفيفا» لتعيين مراقب أمني للمباراة لرصد أي تجاوزات يمكن أن تقوم بها الجماهير الإيرانية، وتكرر الأمر على ذات الملعب عام 2015، حيث تحول ملعب أزادي مسرحا لعبث وطائفية بيروزي الإيراني، حين تفجرت الفوضى في أعقاب عنف متعمد وهتافات طائفية قادها لاعبو المضيف وجماهيرهم تجاه لاعبي النصر، امتدت لتشمل حالة شغب من الجمهور الإيراني ورمي مقذوفات واشتباكات بين اللاعبين أحدهم من الدكة تلفظ على مرأى ومسمع الحكام بهتافات غير لائقة دون أي تحرك من رجال الأمن، وعلى مرأى أيضا من مسؤولي الاتحاد الآسيوي. الأهلي: عانى الراقي كثيرا أمام فريق سيباهان الإيراني عام 2012، حيث شهدت أجواء اللقاء توترا من قبل لاعبي الفريق المضيف وجماهيره، دفعهم لمحاولات الاستفزاز المتكررة للاعبين السعوديين، وشهدت الدقيقة 62 توقف المباراة بسبب إشعال الجمهور الإيراني للألعاب النارية وقذف مفرقعات ملتهبة على الحكم المساعد الذي أصابه أيضا مقذوف اضطره لاستدعاء العلاج الطبيعي. وتعرضت بعثة الفريق للاستفزاز والتأخير في المطار قبل مباراة الفريق أمام نفط طهران 2015 التي حاول الأهلاويون الخروج بأقل الأضرار من خلال تحاشي التورط في الرد على الاستفزازات المتكررة، وكانت البعثة قد تعرضت لحادث سير في مباراة الفريق مع تراكتور في دوري المجموعات يشتبه في أنه متعمد لإرباك اللاعبين. الاتحاد: وجد الاتحاديون أنفسهم أكثر من مرة في مواجهة تجاوزات الفرق الإيرانية، وخلال نسخة 2011 حضر 1500 مشجع إيراني بالقمصان السوداء الموحدة بمجسمات لمعالم خليجية وأعلام دول مجلس التعاون موسومة بعبارات رخيصة، الأمر الذي دفع حينها إتحاد القدم لإرسال تقارير مفصلة ومدعمة بالصور وبقرص مدمج يوضح من خلالها الشعارات واللافتات للاتحاد الآسيوي، لاتخاذ الإجراءات النظامية في مثل هذه التجاوزات، لكن لم يصدر من الإتحاد الآسيوي أية عقوبة، ومن العقوبات التي تنص عليها اللوائح في مثل هذه الحالات، وكان الفريق خلال مواجهاته كأي الفرق السعودية يتعرض للرمي بالمقذوفات وبالحجارة وبآلات حادة ويتعرض لهتافات منافية للآداب العامة.