اختلفت مطالب المثقفين بين الشخصية وبين العامة في استطلاع «عكاظ» عن مطالبهم لعام 2016، فبدا منها المتشائم والذي لا يرى مكانا للتطلعات في زمن حافل بالحروب، وطالب البعض بمراكز ثقافية شاملة لكل الفنون ومتاحة للجميع إلا أن أبرز تلك المطالب هو ضرورة فصل الثقافة عن الإعلام وإحياء جائزة الدولة التقديرية للأدب وإنشاء رابطة للأدباء وخصصت الأندية الأدبية وانتشار المكتبات العامة. الشاعر علي الدميني قال: «لا أرى مكانا ولا أفقا لتطلعاتي الثقافية المتواضعة للعام المقبل الحافل بالحروب واشتعال الأوطان». اما الكاتب خلف الحربي فيقول «أتطلع إلى نجاح مسلسل «سيلفي» في نسخته الثانية، وتناول قضايا تلامس هموم الناس، وأن نؤدي رسالتنا الإعلامية والثقافية على أكمل وجه من خلال ما يتاح من منابر، وإلى كتابة عمل فني يجمع كل الرموز الفنية الوطنية، وأتمنى أن يكون وطننا بخير وفي تقدم مستمر نحول الأجمل والأكمل في كل مساراته». الروائي عواض شاهر طالب بفصل الثقافة عن الإعلام، وإنشاء وزارة مستقلة للثقافة، وإحياء جائزة الدولة التقديرية على أن تنقسم إلى فرعين، الفرع الأولى تخصص جائزته للأديب عن تجربته الكاملة في مجاله الذي تميز فيه، والفرع الثاني يخصص لأدب الشباب، وإقرار رابطة الأدباء مع إعادة النظر في نظامها المقترح، وإشراك الأدباء في تعديله، واعتماد صيغة موحدة في موضوع تكريم الأديب منعا للعشوائية. وقال «أتطلع إلى اعتماد صيغة موحدة في موضوع الملكية وحقوق المؤلف وإلزام دور النشر المحلية بها وتجريم حرمان المؤلف من حقه وألا يترك الأمر لدور النشر تتصرف على هواها فيما لا يحصل المؤلف إلا على الخذلان». القاص صلاح القرشي قال «على المستوى الشخصي أتمنى أن أطالع الكثير من الكتب الجميلة وأن أكتب ما أحلم به، وعلى المستوى العام أحلم بسنة يعلو فيها الفن والأدب والثقافة عام أقل حروبا وأقل بطشا». الشاعرة هند المطيري قالت: «على المستوى الشخصي أتمناها سنة نجاح وتألق ومزيد من العطاء؛ وعلى مستوى العالم أتمنى أن تكون سنة سلام وخير على سائر الأمم، فالسلام نعمة عظيمة تأخذ العالم إلى الأمام، لذا أرجو أن يتحقق لينعم الجميع بالسعادة». الناقد حسين بافقيه يقول «شخصيا أتطلع لإصدار عدد من المؤلفات، وتفاؤلي بمعرض جدة للكتاب في دورته الثانية لا حدود له، وحزين للتكرار والنمطية في وجوه المشاركين في ندوة قراءة النص ولا أتوقع جديدا من نشاطات المؤسسات الثقافية». التشكيلية علا حجازي تؤكد أنها لأول مرة، لا تتطلع لشيء في عام 2016. وقالت «سأعتبر 2016 حصادا مثمرا لما سبقه من السنوات. فكل ما مررت به في السنوات الأخيرة، تجارب متنوعة، جعلتني أبصر بأن جمال ما سيأتي في مفاجآته. فالتوقعات تبنى على خيبات. سيكون 2016 عاما ثقافيا هادئا، منتجا، مبدعا، متصالحا مع نرجسيته، هكذا أحلم وأشتهي أن يكون». أما الشاعر عبدالرحمن موكلي فطالب بخروج إستراتيجية ثقافية للمدى البعيد والقريب، وإقامة مهرجانات تتناغم فيها الثقافة والفنون والآداب مع التعليم، إضافة إلى الاهتمام بثقافة الدول المحيطة من خلال الأسابيع الثقافية الأفريقية السودان، إرتريا، الحبشة، الصومال، جيبوتي، كون هذه الدول تمثل عمقا إستراتيجيا. الروائية الكاتبة عبير العلي قالت: «أبرز تطلعاتي الحلم القديم بوجود مراكز ثقافية شاملة لكل الفنون ومتاحة للجميع، وخصخصة الأندية الأدبية لتخرج من جلباب الرتابة والنمطية السائدة، وانتشار المكتبات العامة أو المتنقلة على الأقل في الحدائق العامة والأسواق لنشر ثقافة القراءة والاطلاع وكسر الحاجز مع رؤية الكتاب، وأيضا أن يصبح لدينا معرض كتاب دولي ثالث ورابع في مدن أخرى غير الرياضوجدة». المسرحي إبراهيم الحارثي قال «أتمنى أن يكون هذا العام مثمرا وسعيدا على هذا البلد الأمين، وأن يستمر عطاء الفنان المسرحي، وأن يركض ويحلق ويكتب ويغني، دون أن توقفه العقبات، وأن تنظر وزارة الثقافة والإعلام في ملف (مهرجان المسرح السعودي)، لتعطي المسرحيين شعلة أمل يمسكون بها ليتقدموا خطوة للأمام، وأن تحقق رغبتهم بأن يجعلوا من مسرحنا مدرسة للأخلاق والحرية، ونظل محكومون بالأمل، وأتمنى السلام للإنسانية وللحياة وللكون كله». وتطلع الشاعر بسام السلامة إلى حراك ثقافي كثيف تقوده مؤسسات الثقافة الوطنية الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة وهيئة الإذاعة والتلفزيون بشكل منظم ومعلن للجميع، مع تدوير معرض الكتاب في اتجاهات مناطقية مختلفة وتكرار تجربة معرض جدة. وإقامة مسابقات للمنشورات الثقافية على غرار جائزة العويس والبابطين برعاية دور النشر والمؤسسات الصحافية الكبرى بجوائز مجزية للهواة والمحترفين. القاص علي السعلي طالب بتكريم الشاعر المرحوم بإذن الله غرم الله الصقاعي في مسقط رأسه الباحة بحفل يليق بسيرته الأدبية والثقافية وطبع نتاجه. الناقدة والأكاديمية منى المطرفي قالت: «أتطلع إلى أن تزداد المحافل الثقافية في المملكة والمؤتمرات الأدبية التي تقدم خدمة علمية حقيقية تساعد على تطور الدراسات الأدبية والنقدية».