الدكتورة سعاد المانع التي ابتدرت حديثها مشيدة برعاية خادم الحرمين الشريفين الكريمة للمؤتمر وتوفير الإمكانيات له والتي من شأنها أن تظهره بالصورة المرجوة، أبدت عدم قدرتها على القراءة الاستباقية لتوصيات المؤتمر، بل ذهبت إلى طرح آمالها وطموحاته قائلة: لا أستطيع أن أتنبّأ بما سوف يسفر عنه المؤتمر من توصيات وقرارات؛ ولكن آمل أن يتواصل على المستوى العربي ولا يقتصر هذا المؤثر على المحلية، فنحن لا نكتب لأنفسنا فقط، ولا أعتقد أن كاتبًا أو شاعرًا سعوديًّا يكتب للسعوديين فقط؛ وكل مفكر وأديب يحب الانتشار على المستوى العربي. وتضيف المانع: كما أتمنى أن يكون هناك اهتمام بالكتاب وتوزيعه؛ فالتوزيع سيئ للغاية سواءً في السعودية أو أي بلد عربي آخر؛ فكثير من الكتب مكدسة في المكتبات، وفي بعض الأندية الأدبية، فأعتقد أننا بحاجة لتبادل الكتاب مع البلدان العربية. فالكتاب بحاجة إلى وقفة من حيث توزيعه. وتختم بقولها: لكن الأهم أن تكون التوصيات منفذة على أرض الواقع، وليس كما يتم دائمًا حينما نرى التوصيات والقرارات الرنانة التي تنتهي مع نهاية أي مؤتمر. توسيع النشاط الثقافي أمنيات الدكتور عالي القرشي تجسدت في قوله: أتمنى أن يعقد على هامش المؤتمر ندوات وورش عمل في ضوء الورش الإستراتيجية الثقافية التي عقدت في جدة تناقش بعض الإشكالات التي ظهرت في العمل الثقافي عبر المؤسسات الثقافية، وعبر تطلعات المثقفين، ومن شأن هذه الورشة بحضور عدد كبير من الأدباء أن تجعل هناك حوارًا موسعًا يُظهر ما يطلبه الأدباء والمثقفون من المؤسسات الثقافية، وما تقدمه الجهات المسؤولة ومن ضمنها وزارة الثقافة والإعلام من دعم وآليات تضمن تفاعله وتضمن مشاركة الشرعية الواسعة من أدباء ومثقفي المملكة في الإنتاج مستفيدين من المناخ الثقافي الحر وستستفيد من الإمكانات التي تبرز أي عمل ثقافي مميز. ويضيف القرشي: كذلك اتطلع إلى توصيات عملية وتوصيات قابلة للتنفيذ وليس من تلك التوصيات التي لا ترى النور بعد ذلك. فأتمنى أن يكون من ضمن ما يتم مناقشته وضع الأندية الأدبية، فما زلنا بحاجة إلى أندية أدبية أو مراكز ثقافية تبرز النشاط الثقافي بصورة اوسع وتبرز نشاطًا ثقافيًّا يلتصق بفئات كثيرة من المجتمع، وكذلك مناقشة تشكيل هذه الهيئات الثقافية وهل سوف يظل ذلك محصورًا بالتحسن أو هناك مجال مشاركة من المثقفين في اختيار من يقوم بالفعل الثقافي في مناطقهم، كذلك توسيع دائرة نشر وتوزيع الكتاب المحلي، كما أحب أن يكون هناك اهتمام بمشاركات المملكة في الملتقيات الثقافية الخارجية بحيث يتسع التمثيل في هذه المشاركات وتكون هناك معايير في اختيار المشاركين. صندوق الأدباء ومن جانبه يقول الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي الأدبي بجدة: من أهم الامنيات التي نتطلع لأن تتحقق في هذا المؤتمر إنشاء صندوق للأدباء ليكفيهم من الحاجة، وهذا اقتراح كان منذ 15 سنة بانشاء هذا الصندوق ولكن لم يرَ النور. كما أتمنى أن يكون هناك إسراع في جائزة الدولة التقديرية وإعادتها، وحبذا لو كانت الجائزة لكل الفروع بدلاً من الأدب فقط وتكون شاملة للبحث العلمي. كما أتمنى أن يتم نقل هذا المؤتمر إلى الأندية الأدبية بحيث يتولى كل نادٍ إقامته في سنة من السنوات وبحيث يتنقل المؤتمر في كل المدن السعودية. اهتمام بالأدب أما القاص خالد اليوسف فيقول: يقام هذا المؤتمر في وقت مهم جدًّا وخاصة بعد الاستقرار في الأندية الأدبية بعد حوالى أربع سنوات من إعادة هيكلتها، وكذلك مرور أكثر من معرض دولي للكتاب أقيمت في المملكة، واستمرار وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام التي تقوم بتبني هذا المؤتمر، ولا بد أن يكون هذا المؤتمر بداية لمرحلة جديدة، وأتمنى أن يركز المؤتمر في توصياته على الثقافة، فالمؤتمر خاص بالأدب السعودي، وقد حاولت وزارة الثقافة والإعلام جعل الأندية الأدبية ثقافية ولكنها بقيت أدبية فقط؛ لأن الاندية قامت من الأساس على أساس أن تكون أدبية. كما أتمنى أن يكون من توصيات المؤتمر إقامة المؤتمر كل عامين، ويكون القرار نافذًا مع وجود أمانة عامة وإدارة مستقلة تابعة لوكيل الوزارة.. مع أهمية وجود إصدارات خاصة بالمؤتمر الثالث، وتخصيص موقع على الإنترنت يضم كل ما خرج به المؤتمران السابقان مع المؤتمر الثالث. ضد السكون ويشارك الدكتور صالح زياد أستاذ النقد بجامعة الملك سعود بقوله: السؤال الذي ينبغي أن يشغل بالنا ونحن بصدد مؤتمر أدبي بحجم مؤتمر الأدباء السعوديين هو ما ينتج عنه من إضاءة وكشف لمعوقات الحركة الأدبية في الساحة السعودية وما تعانيه من مشكلات وأزمات إلى جانب التثمين لما أحرزته من مكتسبات. هذه المهمة ينبغي أن يعيها المؤتمرون -فيما أتصور- وأن يقصدوا إليها في إعداد أبحاثهم وفي مناقشتها والجدل حولها بحيث تأخذ الصفة النقدية بمؤهلاتها المنهجية مداها الأرحب. وبحسب ما أعرفه بوصفي عضو اللجنة العلمية في المؤتمر في دورته الحالية فإن عددًا من الباحثين في مستوى جيد للاضطلاع بهذه المهمة، لكن الطموح -بهذا الصدد- سيبقى أبعد مدى. ويضيف زيّاد: ليس المؤتمر في دورته هذه ابتداءً للفكرة بل اندراج في نسقها الذي قام في دورتين متباعدتين، ولهذا فإن الخشية عليه أن ينضوي في صفة الامتداد لفكرته وشكله القديمين، ومن ثم تغلب صفة التقليد عليه في تصور كثير من الأدباء والباحثين. لهذا يبدو لي مهمًا وشاقًا في الوقت نفسه أن يؤسس المؤتمر وعيًا مضادًا للسكون وداعمًا لمهمة البصر بكينونتنا الأدبية في وجودها الذي يستشرف المستقبل ويعي تحولات الزمن. ويمضي زياد في حديثه قائلاً: هناك انفصال بين مؤتمر الأدباء السعوديين وملتقى المثقفين السعوديين كما تمت عنونته -إن لم تخني الذاكرة- والذي انعقدت منه دورة واحدة عندما انضم قطاع الثقافة إلى وزارة الإعلام، وكان بحسب ما قرأت وعرفت -لأن الفرصة لم تسعفني بحضوره حينها- قويًّا وصارخًا ويخدم التطلع إلى ما يعزز فاعلية المثقف. هذا الانفصال هو أحد الأسباب التي تدفع عددًا من المثقفين والأدباء إلى الموازنة والقياس بما ينتهي إلى شعور غير متفائل تجاه المؤتمر الحالي. وأعتقد أننا بحاجة إلى دمج المؤتمرين في صيغة واحدة بها يتخطى التناول للأدب حيز الجزء إلى فضاء الكل الثقافي والفكري والاتصالي ويتسع مفهومه ومساحة تناوله. ويختم بقوله: من مهمات مؤتمر بهذا الحجم أن يكرم المستحقين من الطاقات الثقافية والإبداعية، ولهذا يبدو لي أن من الضروري إعادة جائزة الدولة التقديرية للأدب لكن بصيغة أخرى، بحيث تكبر في حجمها المادي، ومن ثم تتسع وتتنوع فروعها، فتشمل الدراسات الأدبية والنقدية، والدراسات اللغوية، والعلوم الاجتماعية، والصحافة، والإبداع الأدبي شعرًا، ورواية، وقصة قصيرة، ومسرحًا... إلخ. ويبدو لي من المؤسف تمامًا ألا نرى في المملكة جائزة بها الحجم، في حين نرى مثل هذا التصور للجائزة في بلدان أخرى كثيرة منها عدد من البلدان العربية الشقيقة. بوح مطلوب ويرى حسن الزهراني نائب رئيس مجلس إدارة أدبي الباحة أن هذا المؤتمر سيجمع شتات الأدباء ويفتح لهم الآفاق التي أحاط بها اليأس بعد طول الحرمان ويبرز ذلك في ثنيا قوله: إن الأدباء والمثقفين في هذا الوطن يحملون بأن يكون لهم من الاهتمام والرعاية ما يهيئ لهم الجو الملائم للإبداع. هذا إذا كان لدينا قناعة أن الأدب والثقافة هما من أهم المشاعل التي تضيء للأمة دروب التقدم والازدهار ونحن نعلم يقينًا أن العلاقة بين الأدب وتقدم الأمم علاقة طردية فكلما كان أدب الأمة رفيعًا كلما فتحت لها أبواب الحضارة والتقدم. إن أدباء ومثقفي هذا الوطن لم ينالوا حظهم من الاهتمام رغم أن مملكتنا أعزها الله في أزهى عصورها في شتى المجالات والأهم من هذا أن قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رعاه الله-رجل عطاء وسخاء، ومثل هذه اليمين المغدقة يجب أن يستثمر غيثها في كل ما يعود على الأدب والثقافة بالنفع.. أقول هذا لأننا وإلى يومنا هذا لم ننجح في إنشاء صندوق الأدباء كأبسط منجز سبقنا إليه من ليس لديهم من الثروة عشر ما لدينا.. إن اجتماع أدباء المملكة وتشريف خادم الحرمين الشريفين لهذا الملتقى لهي فرصة ثمينة أتمنى من كل أدباء المملكة الذين سيحضرون هذا الملتقى أن يستثمروها ويبوحوا له بحاجة الأديب السعودي الذي تعاورته سهام الفقر وتنكر المجتمع ومقص الرقيب وقيود العمل. فكيف يبدع بالله من لا يجد لقمة العيش وهو يرى سواه يرفل في نعيم لا حدود له؟! وكيف يبدع يتجهمه المجتمع لمقولة ساذج أو تهمة حاقد؟ وكيف يبدع من يعلم أن معظم ما يكتبه سيأتي عليه مقص الرقيب ويشوه أفكاره؟ وكيف يبدع من يعلم أن جهة عمله تقيد خطوه وتقف حاجزًا في طريق حضوره فعاليات ثقافية يمثل فيها وطنه؟ ويمضي الزهراني مضيفًا: ودعني أقول هنا ما قلته سابقًا: إننا إذا أردنا أن يكون لنا صوت أدبي وثقافي عربي وعالمي مميز فإن علينا أن نأخذ من الرياضة في وطننا نموذجًا.. لأننا عندما أنفقنا على الرياضة بسخاء وفتحنا أمام الرياضيين أبواب الإبداع أصبح لنا في الرياضة صوتًا عالميًّا مسموعًا، ومكانًا عاليًا.. فلا بد أن ينال الأدب والثقافة من العطاء ما نالته الرياضة وأظن أننا في حفل افتتاح هذا الملتقى لن نسمع لخطب عصماء مدبجة بالمديح الأجوف، بل سنسمع إلى مطالب جادة تهيئ للأدباء سبل الإبداع وتحقيق كل ما يحلم به كل مثقف في هذا الوطن.. أما عن التوصيات فأعتقد أن القائمين على الملتقى لن يغفلوا موضوع رابطة الأدباء، وكذلك صندوق الأدباء، وموضوع الطباعة التي هاجرت خارج الوطن، والقنوات الفضائية الأدبية، وجائزة الدولة التقديرية للأدب، وجائزة سنوية للإبداع في كافة فنون الأدب، وجائزة سنوية مماثلة للمواهب الشابة، واستحداث صحيفة أو مجلة خاصة تعنى بالأدب، ودعم المؤلفين بعد تحكيم المؤلفات. واختيار أدباء ممثلين للمؤتمر في كل منطقة. وأتمنى في الختام أن نلتفت قليلاً لجارتنا دولة الإمارات لا للتقليد ولكن لننطلق من حيث انتهوا، ونحن أقدر على الإتيان بما لم يأتِ به الآخرون. تفعيل الإستراتيجية وتقول الدكتورة عائشة يحيى الحكمي: انظر لحضور ورعاية الملك لمؤتمر الأدباء الثالث أنه سيحدث مفاجآت للأدباء سيحظون بتكريم ورعاية لمواهبهم واستقطابها وتنميتها لإفادة مستقبل بلادنا منها، يذكرنا هذا بما حدث للأدباء كافة بعد تدمير الثقافة والحضارة العربية على أيدي التتار وقتل وإبادة وتهجير العلماء والمبدعين، فأتمنى من الجنة المنظمة أن تفهم رؤى الأدباء ومتطلباتهم وخططهم للنهضة الثقافية في بلادنا وتحولها إلى واقع ومتابعة ذلك بروح الانتماء للعقيدة الراسخة في ثقافتنا وبروح عزا لوطن والحفاظ عليه بصياغة ثقافة وفكر يخدم هذه الغايات، خاصة ونحن في زمن زاد فيه استرخاء الفكر العربي في زمن زاد فيه هجر الكتاب، نريد نهضة لأدبنا لابد من التفكير مليًّا في أفضل السبل للوصول بأدبنا إلى التميز عربيًّا وعالميًّا، أتوقع اهتمام المنظمين والقائمين على شأن المؤتمر بوضع خطة جودة وعمل شاملة تفعل الخطة الإستراتيجية المعلن عنها في السنوات الماضية، وأيضًا لابد أن تنبع التوصيات من ذوي الشأن الأدباء ولا ننسى الشباب القادم ذا الثقافة البعيدة عن تلك الجذور، وما سيحدث له من حالة اللاتوازن.