أكد الملحق الثقافي السعودي في باريس إبراهيم البلوي، أن الملحقية من أهم الملحقيات العربية الموجودة في قلب العاصمة الفرنسية، خصوصا أن نشاطها يغطي بالإضافة إلى فرنساسويسرا وبلجيكا. وأوضح أن الملحقية تشرف على برامج الابتعاث في كل من فرنساوسويسرا وبلجيكا وهي دول متقاربة جغرافيا وثقافيا، ومن حيث النظام الأكاديمي المتبع LMD، وتعمل الملحقية على تكثيف الزيارات الميدانية والأكاديمية والشراكات الفاعلة التي تخدم المبتعث وتربط المؤسسات التعليمية السعودية بنظيراتها في هذه الدول، وإلى جانب المهمة الأساسية للملحقية وهي الإشراف على مسيرةِ المبتعثين العلمية والأكاديمية، نعمل حثيثا على التعريف بالمشهد الثقافي للمملكة العربية السعودية، ومن أجلِ تحقيقِ هذه الغاية، يوجد لدى الملحقية فريق عمل تتوزع مهامه بين الشؤون الدراسية والإدارية والمالية والثقافية. كيف تساهم الملحقية في توطيد أسس الحوار الثقافي بين المملكة وفرنسا؟ تسعى الملحقية إلى تسجيل حضور فاعل في ميدان الثقافة والعلم وأن تكون مركزا علميا يتبنى عملية التمثيل العلمي والثقافي للمملكة العربية السعودية والإشعاع الفكري للحضارة العربية الإسلامية، وتنشط الملحقية في إعداد وتنفيذ العديد من الأنشطةِ والفعاليات والبرامج الثقافية من ضمنها على سبيل المثال لا الحصر إصدار مجلة فكرية فصلية باللغة العربية وأخرى باللغة الفرنسية، وتنظيم معارض علمية وندوات ومشروع الترجمة بين اللغتين، الفرنسية والعربية بحكم أن الترجمة أداة التواصل المعرفي الأولى التي عرفها الإنسان وتواصلت الشعب فيما بينها من خلالها. * كرسي حوار الحضارات في السوربون 1 بالشراكة مع جامعة الإمام بن سعود الإسلامية بالرياض، هو من أهم المشاريع بين المملكة وفرنسا. كيف يمكن للملحقية أن تستثمر في هذا المشروع وتمد جسرا للتعايش والحوار في ظل توترات خطيرة يمر بها الحوار الحضاري؟ كرسي الحوار نشاط أكاديمي علمي قائم بين مؤسستين لها باع وتاريخ وخبرة في موضوعات ودراسات الحوار، وقد أخذ على عاتقه نشر العديد من الدراسات العميقة في مجالات التاريخ والآثار والإعلام والمشتركات العالمية التي يتوجب تشييدها ونشرها وأهمها قيم التسامح والمساواة وتفعيل مفهوم الحوار من خلال الحوار المعرفي. وقد نظم الكرسي العديد من الفعاليات والبرامج العلمية، أذكر منها على سبيل المثال ندوة «دور الجامعات والمراكز البحثية والثقافية في حوار الحضارات» التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض يومي 27 و28 يناير 2015 وكذلك ندوة العلاقات بين أوروبا والجزيرة العربية بين القرنين ال 19 وال 21 في جامعة السوروبن يومي 27 و28 نوفمبر 2015. وكلها جهود تتزامن مع ما يخوضه العالم من تحديات جسيمة تستدعي طرح آليات وقنوات حوار تستمد أصولها من البحث العلمي والفهم الحق للآخر واحترام مشاعره الدينية والثقافية والسعي نحو تقريب وجهات النظر والتعلم من الآخر، والمملكة وبحمد الله تسعى بلا كلل وعبر مؤسساتها الرسمية والعلمية كجامعتكم الموقرة إلى توطيد نهج الحوار عبر كل مستويات عملها. الملحقية تقوم بتنظيم ندوة سنوية حول حوار الحضارات. هل تعتقدون أن هذه الندوة التي تستقطب علماء وأكاديمين ستنجح في جسر الهوة العميقة الموجودة بين العالم العربي والعالم الغربي؟ نشأت فكرة ندوة الحوار تفعيلا لدعوة خادم الحرمين الشريفين إلى إجراء حوار بين الحضارات انطلاقا من الإيمان بالله، وتعزيز أواصر التفاهم والتقارب بين الأمم والشعوب والتأكيد على قيم السلام والصدق والتسامح والعدل والمساواة وحفظ كرامة الإنسان وبناء على ذلك تبنت وزارة التعليم إنشاء منتدى للقاءات دورية بين الجامعات والمؤسسات العلمية والبحثية في المملكة وفرنسا، وتهدف مختلف الدورات التي انعقدت وبلغت 4 دورات إلى إيجاد الفضاء المشترك للحوار والنقاش والعمل بين الأساتذة والعلماء السعوديين والفرنسيين في سبيل الخروج بتوصيات عملية ورصد أجندة عمل مستقبلية في ميادين البحث العلمي والأنشطة الأكاديمية. المملكة حرصت على توطيد الشراكات العلمية والأكاديمية بينها وبين فرنسا، ما أكثر المجالات نشاطا في هذه الشراكة؟ كل المجالات التعليمية فاعلة وخاضعة لشراكات علمية وأكاديمية ولدينا عدد كبير من العلاقات والمبتعثين داخل المدارس الكبرى والجامعات الحكومية والمراكز البحثية، وتتنوع الاختصاصات بين العلوم الإنسانية والعلوم الدقيقة، ولعل برنامج الدراسات الطبية يحتل الصدارة، كونه نموذجا بامتياز لبرامج الشراكة بين الدولتين. هل مكن حضور المملكة في جامعة السوربون 1 من خلال «كرسي أخلاقيات المالية وضوابطها» من التعريف بالنظم المصرفية المالية الإسلامية وأثرها في المنظومة الاقتصادية العالمية؟ تضمنت التوصيات النهائية للندوة السعودية الفرنسية الأولى التي عقدت في الرياض في رحاب جامعة الملك سعود في الفترة بين 7-9 مارس 2009، مشروع إنشاء كراسي علمية بين الجامعات والسعودية والمراكز البحثية والمؤسسات الجامعية الفرنسية. وقد تم إنشاء كرسي الاقتصاد الإسلامي بالشراكة بين جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة السوربون باريس 1 بتاريخ 8 يناير 2011، وتهدف إلى الإجابة على التساؤلات العلمية في كلا البلدين حول مجالات التمويل الإسلامي كذلك دعم المعرفة المتخصصة في مجالات التمويل الإسلامي من خلال الأنشطة والتواصل العلمي والمؤتمرات والأهم التعريف بالموضوعات الشرعية والقانونية المتعلقة بهذا المجال في أوروبا وفرنسا. وأيضا فقد نظم الكرسي مطلع هذا العام الدراسي ورشة عمل داخل أروقة جامعة السوربون بالتعاون مع الملحقية الثقافية حول موضوع قضايا البحث العلمي، وشارك في أعمال هذه الورشة العلمية مجموعة من الطلبة الباحثين، واستهدف البرنامج طلاب الدراسات العليا السعوديين والفرنسيين، وللكرسي أيضا إصدارات ومشاركات متميزة، كان من بينها إقامة معرض أنوار الحكمة في معهد العالم العرب.