تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتونس تطورا إيجابيا بفضل حرص البلدين على دعم التعاون المشترك في شتى المجالات. وسيقطع هذا التقارب السعودي التونسي الطريق على طهران ويوقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية.. وتفويت الفرصة عليها لاستغلال الأوضاع الراهنة التي تمر بها الدول العربية.. ولجم محاولاتها المستمرة لخلق فجوة في العلاقات العربية - العربية.. وخلق الأزمات ونشر التطرف والإرهاب وزرع بذور الفتنة بين مكونات الشعوب. وتعود العلاقات التونسية السعودية على مدى التاريخ إلى زمن الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود حين استقبل سنة 1951 زعيم الحركة الوطنية التونسية الحبيب بورقيبة وكان اللقاء بين الجانبين منذ ذلك العهد بداية عهد زاهر لعلاقات التعاون والشراكة بين البلدين. وأطلق اللقاء الأول للحوار الخليجي المغاربي الذي نظمته دارة الملك عبدالعزيز بتوجيه من رئيس مجلس إدارتها آنذاك الملك سلمان بن عبدالعزيز الشرارة الأولى في حركة تونس نحو الاستقلال في وقت يئس فيه التونسيون من أي دعم خارجي. وبعد الاستقلال أبرمت اتفاقية الصداقة والتعاون بين تونس والمملكة سنة 1966. واستمرت العلاقات الأخوية بين البلدين على نهج الصداقة والتعاون الذي رسمه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وتطورت من خلال تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وبفضل الإدارة السياسية والدعم المتواصل تعززت هذه العلاقات وتميزت بتنوع الشراكات، الأمر الذي خلق مناخا إيجابيا انعكس على العلاقات الثنائية بمفهومها الشامل بين البلدين. وتوجت زيارة الرئيس الباجي قايد السبسي ومباحثاته مع الملك سلمان بالتوقيع على عدة اتفاقات ثنائية شملت مختلف مجالات التعاون، ويسجل في هذا السياق تطابق وجهات نظر البلدين ومواقفهما تجاه عدد من القضايا العربية والإقليمية والدولية والتنسيق المتواصل وتنقية الأجواء العربية ولم الشمل العربي، وتصدرت اتفاقات الشراكة التي أبرمت التعاون في مجال الحماية المدنية والدفاع إضافة إلى دعم الرياض للجانب التنموي من خلال تمويل صندوق التنمية لعدد من المشاريع الخدمية.