تجتاح خالد الحربي نوبة من الحزن والكآبة كلما مر بطريق البيضاء في المدينةالمنورة، لارتباط الموقع بحادثة السير المؤلمة التي توفي فيها شقيقه ناصر قبل نحو سبع سنوات، نتيجة لافتقاد الطريق للصيانة، وعدم ازدواجيته. وما يضاعف من آلام الحربي أن دماء العابرين لا تزال تراق في المكان وبغزارة منذ نحو 35 عاما، دون أن تتحرك الجهات المختصة لحقنها، بالتعهد بصيانة الطريق، وإعادة تصميمه ليصبح مزدوجا بدلا من مسار واحد، تقع عليه الحوادث بكثافة. وقال الحربي: «لا يمكن أن أنسى اللحظة العصيبة التي عاشها والدي ووالدتي وهما يتلقيان نبأ وفاة شقيقي في حادثة ارتطام مركبته مع أخرى وجها لوجه، في طريق البيضاء، الرابط بين منطقة العيون ومزارع الخليل والمتنزه البري، نتيجة تهالك الطريق وافتقاده لمعايير السلامة وعدم ازدواجيته»، مشيرا إلى أن جميع أفراد الأسرة عاشوا الصدمة بتلقي ذلك الخبر المؤلم. وأضاف: «أصبحت بعد ذلك الحادث اتحاشى السير في طريق البيضاء، لأنه يذكرني برحيل ناصر الذي غادر الدنيا وهو في مقتبل العمر، وعلى الرغم من أنني مؤمن بقضاء الله وقدره، إلا أنني أحمل الجهات المختصة مسؤولية كل قطرة دم تنزف في الطريق، نتيجة افتقاده الصيانة وعدم الازدواجية»، مطالبا في الوقت ذاته بتدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. واتفق علي الذبياني مع الحربي في أن طريق البيضاء تحول إلى ساحة للحوادث القاتلة، لافتا إلى أن الجهات المختصة لم تهتم به وتتعهده بالصيانة، على الرغم من حيويته وعمره الذي يزيد على 35 عاما، إذ يربط بين منطقة العيون ومزارع الخليل ومتنزه البيضاء البري، المتنفس الوحيد لأهالي طيبة الطيبة. وأشار الذبياني إلى أن حوادث الاصطدام وجها لوجه تقع في الطريق بكثافة لعدم ازدواجيته وضيقه وتهالكه، مطالبا الجهات المختصة بالاهتمام بالطريق وتزويده بالخدمات والمحطات. إلى ذلك، أكد نائب المجلس البلدي في المدينةالمنورة عبدالغني الأنصاري أن المجلس دائما ما كان يطالب بتطوير المتنزه وتحسينه ليواكب تطلعات الأهالي، بدءا بتوسعة الطريق المؤدي إليه وازدواجيته، وتزويده بالخدمات. بينما، أوضح المتحدث في إدارة الدفاع المدني في المدينةالمنورة العقيد خالد الجهني أنهم رفعوا خطابات عدة إلى الجهات المعنية منذ سنوات فيما يخص طريق البيضاء وذلك لحماية المتنزهين من خطورته، لأنه مفرد بمسار واحد، ويشكل خطرا على العابرين. وأعلنت إدارة الطرق والنقل بالمدينةالمنورة عن مشروع طريق الخليل- البيضاء من تقاطعه مع طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى متنزه البيضاء، ليكون مزدوجا، وسيجري تنفيذه فور اعتماد المبالغ اللازمة له.