أظهرت دراسة حديثة، ارتفاع نسبة طلاب الثانوية العامة الراغبين في الاتجاه إلى الكليات التقنية والمعاهد الصناعية لقناعتهم بأن هذا التوجه يلبي احتياجاتهم الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، واستجابة لوفرة الفرص الوظيفية في سوق العمل خاصة في القطاع الخاص والذي يسهم بنسبة (57.4 %) من إجمالي الناتج المحلي. وأوضحت دراسة اتجاهات طلاب المرحلة الثانوية نحو التدريب التقني والمهني التي أجراها الباحث الدكتور محمد بن عبدالله الزامل ونشرها الموقع الإلكتروني لجامعة الملك سعود بالرياض أن أكثر من (70 %) من طلاب الصف الثالث ثانوي يمتلكون وعيا إيجابيا تجاه التخصصات الفنية ودورها في التنمية الاقتصادية والمجتمعية، وترتفع النسبة لتصل إلى (82 %) ممن يرون بأن التدريب التقني والمهني يكسبهم مهارات جديدة مرتبطة بالحياة. وأيد (84 %) من طلاب المرحلة الثانوية وجود معاهد مصغرة لبرامج التدريب التقني والمهني داخل المدارس كخطوة هامة لنشر ثقافة التدريب لدى الشباب، ومعرفة ميولهم المهنية منذ وقت مبكر وتوجيههم نحو التخصصات الأنسب لهم وبما يتفق مع احتياجات الاقتصاد الوطني. وكشفت الدراسة عن أن اتجاهات الطلاب نحو برامج التدريب التقني والمهني تتأثر بوجهات نظر الآخرين كالآباء والأصدقاء والثقافة السائدة، وأيضا الأجور المالية وفرص التوظيف المتاحة التي توفرها القطاعات الفنية. وتعليقا على الدراسة، قال الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة: إن ارتفاع وعي طلاب التعليم العام يعد مؤشرا إيجابيا نظرا لأهمية الاتجاه نحو التخصصات التقنية والمهنية لسد الاحتياج في العديد من القطاعات الاقتصادية الحيوية التي لا تزال تبحث عن الكفاءات الوطنية القادرة على أن تفرض وجودها داخل سوق العمل وتتقاضى كذلك أجورا مالية مرتفعة. وأردف: المواءمة بين مخرجات التعليم العام وبرامج التدريب التقني تمثل حجر الأساس لتوفير أيد وطنية متخصصة ومحترفة، وستساعد على تجاوز المعوقات التي تقلص من إمكانية استفادة سوق العمل من القوى العاملة المحلية، فالاقتصاد السعودي ليس عاجزا عن توليد الفرص الوظيفية وهي موجودة وبكثرة، وما يحتاجه اقتصادنا هو اتجاه الشباب والفتيات نحو اكتساب المهارات اللازمة ليساهموا في خفض نسب هجرة الأموال من الداخل إلى الخارج. من جهته، بين المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني فهد العتيبي أن تزايد أعداد المتقدمين والمتقدمات على برامج التدريب يكشف عن ارتفاع وعي الشباب والفتيات بأهمية الاتجاه نحو التخصصات الفنية، وحجم فرص العمل المتوفرة بعد تخرجهم من الكليات والمعاهد التقنية، حيث إنه في الوقت الحالي يوقع المتدربون عقود توظيفهم مع الشركات قبل تخرجهم مما يعد مؤشرا واضحا على قوة الطلب على خريجي برامج التدريب التقني.