بعد ما لا يزيد على 19 شهرا منذ الإعلان عن ظهور الحالة الأولى في أسوأ انتشار لوباء إيبولا في غرب أفريقيا، تم الآن الإعلان عن خلو سيراليون من هذا المرض. وقالت منظمة الصحة العالمية إن 42 يوما قد انقضت، وهي المدة اللازمة لدورتي حضانة للفيروس القاتل منذ الإعلان عن اجتياز آخر شخص أصيب بالمرض لاختبار الدم الذي يؤكد خلوه من المرض. ولكن بكل أسف لأسباب عديدة أصبحنا اليوم معرضين للأمراض المعدية الخطيرة مثل حميات H1N1 والسارس والضنك والسل وجنون البقر والطيور وحديثا جاءنا كورونا ونحن لا نزال حائرين لا نستطيع التخلص لا من كورونا ولا حتى من الضنك. ومن أفقر دول العالم تخلصت من أخطر الأمراض الوبائية إيبولا دون الحاجة لا للقاح ولا للدواء فقط بالحجر والعزل والوقاية الطبية. أما نحن نقيم المؤتمرات ونجلب الخبراء ونكون اللجان، والدولة -جزاها الله خيرا- تصرف المليارات دون أي جدوى. قمت ببحث ميداني صغير واختبرت بعضا من المواطنين من مثقفين وعلماء حاملي درجة الدكتوراة ووجهت لهم سؤالا: ما الفرق بين «الحجر والعزل» ؟ في الصحة. بكل أسف شديد كانت النتيجة سلبية. في الأمراض المعدية ليس المهم هو عدد الحالات المصابة بل المهم والأهم بكثير هو نسبة الوفيات من المرض. بغية احتواء وانتشار الأمراض المعدية، تعتمد سلطات الصحة العامة عالميا على استراتيجيتين. العزل والحجر الصحي وكلاهما من ممارسات منظمة الصحة العالمية ومراكز الحماية من الأمرض المعدية، الأمريكية والأوروبية، ويهدفان إلى منع تسوح الأشخاص المصابين بالعدوى وإلى كل من تعرض لهم من مراجعين ومنسوبي ومرضى المستشفى أو سكان الحي أو المنطقة. وتختلف الاستراتيجيتان عن بعضهما، حيث إن العزل ينطبق على الأشخاص المصابين بالمرض ويمكن عزلهم طوعا أو جبرا، بينما الحجر الصحي يشمل أولئك الذين تعرضوا للمرض ولكنهم لم يمرضوا بعد. مدة حضانة فيروس المرض في جسم الإنسان مهمة جدا كلما كانت قصيرة يصبح العزل والحجر أسهل على السلطات. العزل والحجر هما إجراءان معياريان يستخدمان عالميا منذ عهد سيدنا محمد حيث قال: (صلى الله عليه وسلم) الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها (متفق عليه). هذه الممارسة تمكن المسؤولين بأن يتلقى المرضى رعاية ملائمة، وتمكن المسؤولين في احتواء ومنع انتشار المرض في باقي مناطق البلد. تسأل الأسئلة التي تفرض نفسها هل كان من الضروري على وزارتنا تطبيق الاستراتيجيتين الحجر والعزل منذ أن شخصت أول حالة في المملكة لهذا المرض ؟ وهل تحتاج وزارتنا إعلان أي نوع من التنبيه أو الخطورة. العزل والحجر من السنة فمتى سنحتاج إلى عزل وحجر ؟. وحديثا صرح وزير الصحة أن عدد المصابين لم يصل إلى عدد الوباء، وفقا للمعايير العالمية. فهل ننتظر حتى يصبح كورونا وباء منتشرا بين سكان المعمورة ؟. بكل احترام وتقدير وتواضع أنقل أسئلتي ليس المتخصصة بل المخلصة إلى معالي وزيرنا. بدأ كورونا في البلاد بحالة واحدة فقط واليوم انتشر حتى أصاب الكثير وتوفي منهم ما يكفي حسب تصريحات وزارة الصحة في هذه الجريدة. وإن لم يكن هناك علاج ولا لقاح فيصبح الحجر والعزل فرض. علينا الاستفادة من سيراليون. للتواصل ((فاكس 6079343))