لأسباب عديدة أصبحنا اليوم معرضين للأمراض المعدية الخطيرة مثل حميات الخنازير والسارس والضنك والسل وجنان البقر والطيور وحديثا جاءنا سائح اسمه «كرونا». قمت ببحث ميداني صغير واختبرت بعضا من المواطنين من مثقفين وعلماء حاملي درجة الدكتوراه ووجهت لهم سؤالا : ما الفرق بين «الحجر والعزل» ؟ في الصحة. بكل أسف شديد كانت النتجية سلبية. في الأمراض المعدية ليس المهم هو عدد الحالات المصابة بل المهم والأهم بكثير هو نسبة الوفيات من المرض. بغية احتواء وانتشار الأمراض المعدية، تعتمد سلطات الصحة العامة عالميا على إستراتيجيتين. العزل والحجر الصحي وكلاهما من ممارسات منظمة الصحة العالمية ومراكز الحماية من الأمرض المعدية، الأمريكية والأوروبية، ويهدفان إلى منع تسوح الأشخاص المصابين بالعدوى وإلى كل من تعرض لهم من مراجعين ومنسوبي ومرضى المستشفى أو سكان الحي أو المنطقة. وتختلف الإستراتيجيتان عن بعضهما حيث إن العزل ينطبق على الأشخاص المصابين بالمرض ويمكن عزلهم طوعا أو جبرا، بينما الحجر الصحي يشمل أولئك الذين تعرضوا للمرض ولكنهم لم يمرضوا بعد. مدة حضانة فيروس المرض في جسم الإنسان مهمة جدا كلما كانت قصيرة يصبح العزل والحجر أسهل على السلطات. العزل والحجر هما إجراءان معياريان يستخدمان عالميا منذ سيدنا محمد حيث قال: (صلى الله عليه وسلم) الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها (متفق عليه). هذه الممارسة تمكن المسؤولين بأن يتلقى المرضى رعاية ملائمة، وتمكن المسؤولين في احتواء ومنع انتشار المرض في باقي مناطق البلد. من الأرقام الصادرة من وزير الصحة والمنظمة العالمية عن هذا السائح الذي يتسوح في البلاد كما يشاء، تسأل الأسئلة التي تفرض نفسها هي: ما هي خطورة هذا الداء الذي لا نعرف عنه شيئا وليس له علاج ولا لقاح ؟ هل كان من الضروري على وزارتنا تطبيق الإستراتيجيتين الحجر والعزل منذ أن شخصت أول حالة في المملكة لهذا السائح ؟ وهل تحتاج وزارتنا إعلان أي نوع من التنبيه أو الخطورة. العزل والحجر من السنة أمر بهما المصطفى ( صل الله عليه وسلم ) فمتى سنحتاج إلى عزل وحجر ؟. وحديثا صرح وزير الصحة أن عدد المصابين لم يصل إلى عدد الوباء، وفقا للمعايير العالمية. فهل ننتظر حتى يصبح السائح وباء منتشرا بين سكان المعمورة ووصوله إلى منطقة مكةالمكرمة ؟.. بكل تقدير وتواضع أنقل آرائي ليست المتخصصة بل المخلصة إلى معالي وزيرنا الذي أثنيت عليه سابقا عندما زار مكةالمكرمة يوم جمعة بخصوص احتواء حمى الضنك في العاصمة المقدسة. بدأ سواح «كرونا» في البلاد بحالة واحدة فقط واليوم انتشر حتى أصاب 185 حالة توفي منهم 68 حسب تصريحات وزارة الصحة في هذه الجريدة في 12/6/1435ه مما جعلني أتذكر أغنية بعنوان «سواح» . يقول المطرب «سواح وماشي في البلاد سواح والخطوة بيني وبين مريضي براح، مشوار بعيد وأنا فيه غريب، والليل يقرب والنهار رواح» . الوقاية خير من العلاج وإن لم يكن هناك علاج فتصبح الوقاية فرضا. للتواصل ((فاكس 6079343)).