كتبت الكثير عن مرض كورونا والجمل وما حمل. أولها كان «سواح اسمه كورونا» ونطمع لتطمئن قلوبنا لما أصابنا من مخاوف حقيقية في صحتنا وصحة أبنائنا من مرض كورونا. حالات الأمراض المعدية تحتاج إلى سرعة اتخاذ القرارات وتنفيذ منهجية الطب الوقائي في حصر المرضى وإبعادهم عن الأصحاء في مركز بعيد عن أوساط المدن. وأزكي بقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها). أصبحنا اليوم معرضين للأمراض المعدية الخطيرة، وحديثا جاءنا سائح اسمه «كرونا». في الأمراض المعدية ليس المهم هو عدد حالات الإصابة بل المهم والأهم بكثير هو نسبة الوفيات من المرض. تعتمد سلطات الصحة العامة عالميا على استراتيجيتين: العزل والحجر الصحي، وكلتاهما من ممارسات منظمة الصحة العالمية ومراكز الحماية من الأمرض المعدية، الأمريكية والأوروبية، وتهدفان إلى منع تسوح الأشخاص المصابين بالعدوى وإلى كل من تعرض لهم من مراجعين ومنسوبي ومرضى المستشفيات أو سكان الحي أو المنطقة. هذه الممارسة تمكن المسؤولين بأن يتلقى المرضى رعاية ملائمة، وتمكن المسؤولين في احتواء ومنع انتشار المرض في باقي مناطق البلد. من الأرقام الصادرة من وزارة الصحة والمنظمة العالمية عن هذا السائح الذي سمح له أن يتسوح في البلاد كما يشاء، نسأل: هل كان من الضروري على وزارتنا تطبيق الاستراتيجيتين: الحجر والعزل منذ أن شخصت أول حالة لهذا السائح؟ فمتى نبدأ تطبيق العزل والحجر؟. هل ننتظر حتى يصبح السائح وباء؟. بدأ سواح «كورونا» في البلاد بحالة واحدة فقط واليوم انتشر فحسب تصريحات وزارة الصحة في هذه الجريدة في 18/5/1436ه أنه تم تسجيل 19 حالة مؤكدة في 6 أيام مما جعلني أتذكر مركز مكافحة الأمراض الخليجي GCDC أين هو من هذا السواح؟. نحن اليوم في صدى الأمراض المعدية لاسيما الأمراض الوبائية مثل الدرن والملاريا والضنك والجمل ما حمل من «كورونا». يا وزارة الصحة مجمع الملك عبدالله الجديد في أبحر الشمالية خارج المدن هو العزل ولكن أين الحجر. منذ مايو 1993م حتى اليوم أي بعد عشرين سنة أين وصل مركز مكافحة الأمراض الخليجي GCDC؟. لا حاجة لنا من خبراء ولا علماء من الخارج ولا حاجة لنا لمراكز قيادة. العلم موجود والعلماء الأكفاء من أبنائنا المخلصين بيننا. ها هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكةالمكرمة، جزاه الله عنا كل خير أمر كما نشر في هذه الجريدة في 22/5/1436ه بتطبيق العزل ونقل جميع مرضى «كورونا» والمشتبه فيهم إلى خارج مدن المنطقة، في مركز الملك عبدالله بعيدا عن الناس. اعملوا بما لدينا من أبنائنا المخلصين الأكفاء. هذا هو العزل فأين الحجر ونحن نسرح مع سواح اسمه كورونا. سيراليون طبقت العزل والحجر وانتصرت على إيبولا ونحن لا نزال نعاني من كورونا. لا مركز قيادات ولا هم يحزنون. طبقوا ما أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم، «الحجر والعزل». وكفى بالجمل وما حمل. للتواصل (فاكس 6079343)