لخصت شركة المياه الوطنية تعاطيها وتعاملها مع أزمة حي التوفيق في جدة مع المستنقعات والأنهار الصغيرة التي تحيط بمنازلهم وتهدد سلامة حيهم.. من خلال ردها بعبارة من كلمتين «مياه جوفية»، ثم فضلت الصمت دون تزويد «عكاظ» والأهالي بأي تفاصيل. وكانت عرضت مشكلة الحي على الشركة التي طلبت تحديد موقع الاختلال بدقة وأرقام شكاوى السكان.. وعاود أحد الموظفين الاتصال مكتفيا بعبارة «مياه جوفية» وأنه يعرف الموقع تماما. ثم أفاد أنه سيعود لاحقا لمزيد من التفاصيل في حل الإشكالية بعد التحدث مع رؤسائه ولكن التفاصيل لم ترد للصحيفة حتى لحظة إعداد التقرير. منذ أكثر من عام وسكان حي التوفيق، تحديدا نهاية شارع عمير بن الحباب، يشكون من تدفقات مياه تملأ الشارع وتدمر الإسفلت وتعيق الحركة المرورية. وبحسب حامد محمد الغامدي أنها مأساة الحي، فقبل سنة تقريبا شيد أحد السكان عمارة مكونة من سبعة طوابق في الشارع المقابل وعند حفره للأساسات بدأت المياه تتدفق تدريجيا للأعلى وبما أن العمارة شيدت في مكان عال نسبيا انسابت المياه على طول الشارع الرئيس متجهة لأسفل الحي ليبقى الحي بأكمله كأنه على شاطئ نهر. ويضيف الغامدي: تقدمنا بشكوى عاجلة إلى بلدية بريمان التي أحالت الملف إلى الشركة الوطنية للمياه فوقفت على الموقع ثم قررت لاحقا إنشاء حفرة تتجمع فيها المياه ليسهل شفطها من مكان واحد. وبحسب رأي الغامدي فإن الحل لم يكن مجديا البتة؛ لأن سكان الحي كانوا يضطرون لجلب ناقلات الشفط نفسها ومن يباشرون الموقع مجرد عمال بسطاء قرروا أنها مياه جوفية وللأسف لم يكلف مهندس مختص نفسه بالوقوف على الموقع ميدانيا لمعرفة حقيقة المشكلة. الغامدي أضاف أن سكان الحي تواصلوا مع ثلاثة مهندسين في الشركة شارحين أساس المشكلة وأخطارها وتداعياتها وأعقبوا ذلك بتقديم ثلاث شكاوى بالأرقام (36/JCBU/57444) وتاريخ 17/10/1436ه، و(27087533024800) و(227095227) و(2708753362) و(8828005372) وشكاوى أخرى من مواطنين آخرين، ولا جديد حتى الآن. عن أضرار تدفقات المياه على حي التوفيق يقول فواز حامد: إن الشارع امتلأ بالحفر بعد تآكل الإسفلت لدرجة أن السيارات والناقلات باتت تهدد شبكة الأنابيب تحت الأرض ما ينذر بالخطر، بالإضافة إلى أن بعض الشباب المتهورين استغلوا وجود المياه على الإسفلت فأصبحوا يقومون بحركات بهلوانية والتفحيط والانزلاق، وهو الأمر الذي يهدد سلامة الجميع كبارا وصغارا، وظهرت للسكان مشكلة أخرى تتمثل في تهديد المياه للبنية التحتية وأساسات منازلهم وهو نذير خطر كبير في المستقبل وقد تحدث فاجعة إن لم تتحرك الشركة وتعالج الموضوع من أساسه وجذوره فالحل ليس مجرد حفرة كما عمدت شركة المياه الوطنية لتعمل على شفطها بين كل فترة وأخرى. سلطان آل مقبول يتحدث عن محور آخر وهو أن تجمع هذه المياه لفترات طويلة قد يسبب مشكلة بيئية في أن تصبح ملاذا للبعوض وغيرها من الحشرات الناقلة للأمراض، مثل حمى الضنك وغيرها، إضافة إلى أن ميزانيات سكان الحي أنهكت بسبب وايتات الشفط، والتربة التي يشترونها ليدفنوا المياه المتجمعة في عدة أماكن من الحي. وتساءل آل مقبول لماذا لا تبحث الشركة في أساس المشكلة خصوصا أن المشكلة جديدة ولا يزيد عمرها على أكثر من عام، وبدأت بعدما قام أحدهم ببناء عمارة من سبعة طوابق في الجهة الشمالية من الشارع ومعنى ذلك أن المشكلة جاءت بسبب هذه البناية، وهو الشيء الذي قد يهدد هذه العمارة نفسها قبل أي منزل آخر كونها في قلب المشكلة. واختتم أحمد القرني باستعراض إشكالية مماثلة في شمال الشارع تحديدا قرب مسجد الشربتلي، حيث عمدت الشركة إلى تمديد أنبوبة من الموقع إلى مجرى السيل في أسفل الشارع كتصريف للمياه حتى لا تتجمع وتطفح في أعلى الشارع وتحدث أزمة في الحي.. ويتساءل القرني: لما لا تتخذ شركة المياه الوطنية ذات الإجراء لحل مشكلة شارع عمير بن الحباب.. فالموقعان قريبان والمشكلتان متشابهتان.