لجدة قائمة مشكلات لا تنتهي، ومسؤوليات هذه المشكلات تتقاسمها كافة الإدارات الحكومية، وبعض من المواطنين، ومن أبرز هذه القضايا الجدلية الاصطدام بالطبيعة التي أنتجت مياها جوفية، وبالأخص في حي الربوة شمالي المحافظة، الذي تكفي ما تحتويه أرضه ما تعانيه جارة البحر منذ سنوات «الماء». وأدت أزمة المياه الجوفية المدفونة تحت طبقات إسفلتية تحولت بسببها إلى ترابية وطينية أخيرا، إلى منع سكان حي الربوة العاملين في الشركة الوطنية للمياه من إصلاح أنبوب تتسرب منه المياه. ويأتي الرفض بعد حفر عاملي الشركة حفرة لإصلاح الأنبوب قبل ثلاثة أسابيع، لكنها أدت إلى تدفق المياه الجوفية داخل شوارع وأزقة الحي وغرقه في صورة لا تختلف كثيرا عن ما عاشته عروس البحر الأحمر، والتي صنفت في الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، بأنها أكثر مدن العالم نموا، أيام كارثة المطر الغابرة. ويقول حامد المنقاشي من سكان حي الربوة، إن معاناتهم تتمثل في المياه الجوفية التي نتجت عن الحفر دون سدادات تمنع تدفقها، وعدم شفط المياه وتركها دون مبالاة بشكل أثر على حركة السكان داخل الحي. وقال المنقاشي إن الشركة الوطنية للمياه تنفذ مشاريع الإصلاح دون تطبيق الخطة المعتمدة بوضع سدادات، مضيفا «وعندما نبهنا مهندس المشروع بضرورة وضع سدادات تمنع تدفق المياه، أحضروا نوعية صغيرة الحجم لا تفي بالغرض». من جهته، يوضح إبراهيم الحربي من أهالي حي الربوة أن التجارب السابقة للشركة الوطنية للمياه في منع تدفق المياه الجوفية لم تفلح، مضيفا «وكم أصبحنا نتمنى أن ينسوا أمر المياه الجوفية، لأن أي تدخل لهم يشل الحركة في الحي». ووسط شكاوى السكان من طريقة عمل الشركة الوطنية للمياه في معالجة أنابيب المياه المتصادمة مع الجوفية، قرر مجموعة من السكان أمس، الوقوف في وجه العاملين ومنعهم من أداء مهماتهم بحجة أنهم يفسدون أكثر مما يصلحون. بدوره، أكد ل «عكاظ» المشرف على المشروع المهندس سعيد الغامدي أن الشركة في صدد معالجة مشكلة تسرب المياه من الأنابيب، موضحا أن سبب تأخر الشركة في إصلاح المشكلة يعود إلى المياه الجوفية. وبين المهندس سعيد الغامدي أن خطة عملهم الحالية تقضي بشفط المياه الجوفية بواسطة مضخات من الموقع، ومن ثم إصلاح الأعطال اللاحقة بالأنابيب.