لم تستطع عدد من المدارس المستأجرة للبنين والبنات التابعة لإدارة تعليم عسير أن تخفي «شيخوختها»، بعد أن بلغت ذروتها في التهالك. فها هي مدرسة البنات ال 16 حرمت 270 طالبة من الدراسة ومعهن 72 معلمة، بسبب إخلائها قبل عدة أيام لتسرب المياه من دورها الثالث للثاني؛ ليتسرب القلق لقلوب الطالبات والمعلمات على حد سواء من حدوث ماس كهربائي قد يحرق الأخضر واليابس، وتحدث كارثة مأساوية لا تحمد عقباها. وأيضا هناك متوسطة التيسير للبنين بأبها، التي يرتادها 240 طالبا يتواجدون بتسعة فصول خانقة وخالية من مقومات السلامة العامة والصحية والتهوية والإضاءة، وغيرها من المدارس المستأجرة في المنطقة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحة المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات. ومن هنا تعالت أصوات أولياء الأمور، حيث شكا أولياء أمور طالبات الثانوية ال16 في أبها بحي الموظفين، من سوء تعامل إدارة التعليم بعسير مع مشكلة بناتهم، من خلال تواجد الطالبات في مدرسة مستأجرة غير صالحة للتعليم، على حد وصفهم. وسبق حدوث عدة مشاكل تمثل خطرا على بناتهم، كان آخرها تسرب المياه الذي كاد يحدث تماسا كهربائيا. وأوضح ولي الأمر سعيد الشهراني بقوله: «ابنتي طالبة في المرحلة الأخيرة، وللحقيقة نطالب بتشكيل لجنة تحقيق من الوزارة لكشف ملابسات هذه المدرسة،خصوصا مع تمسك إدارة التعليم بها كمبنى سيئ جدا غير صالح للبيئة التعليمية، مع عدم معالجة المشاكل السابقة من خلال مبنى جديد»، وتساءل: «ما الأسباب خلف إصرار التعليم على تعريض أرواح بناتنا للخطر؟». من جانبه، أوضح ولي الأمر محمد القحطاني: «تعرضت المدرسة لعدة حالات مشابهة في السابق، حيث تعلق الدراسة من وقت لآخر بالمدرسة، نظرا للمشاكل العديدة التي يعاني منها المبنى. والوضع في تعليم عسير بصراحة شبه متجمد، ولا يوجد أي استشعار لمعاناة الطالبات والمعلمات». وأضاف القحطاني: «فوق ذلك كله، فصول التعلم ضيقة مقارنة بالعدد الكبير للطالبات، ولعل ذلك من الأمور غير المقبولة، ولابد من حزم وتعامل عاجل معها، فبناتنا لديهن إحساس، وتعليمهن وصحتهن ورعايتهن واجبة على تعليم عسير». كما حمل عدد من أولياء أمور الطالبات والمعلمات بالمدرسة، إدارات تعليم عسير والدفاع المدني وصحة عسير، مسؤولية صحة وحياة بناتهن. من ناحية أخرى، شكا أولياء أمور طلاب متوسطة التيسير بحي النميص من الاكتظاظ الكبير وضيق الفصول والبيئة غير الصحية في المدرسة، وذلك من ناحية التهوية والإضاءة ووجود أدوات السلامة. وأشار ولي الأمر عبدالله عسيري إلى أن عدد الطلاب 240 طالبا، بينما فصول التعليم لا تتجاوز 19، ولا توجد مخارج للسلامة في حال نشوب حريق، وقال: «الأمر برمته مأساوي، نريد من إدارة التعليم إنشاء فصول إضافية لتخفيف الضغط، وعمل تهوية مناسبة ومخارج سلامة لتفادي أي حريق، أو سيمكث الطلاب تحت الخطر المحدق كل يوم، إضافة إلى احتمال انتشار العدوى نظير ضيق الفصول وعدم وجود فرصة لتطبيق معايير السلامة الصحية». من جانبها، أشارت إدارة تعليم عسير عبر ناطقها الإعلامي محمد الفيفي، أن المدارس المستأجرة سيتم علاجها في القريب العاجل، من خلال افتتاح مدارس حكومية تحت الإنشاء حاليا. وعن المدرسة ال 16 للبنات التي تعاني من افتقارها للصيانة وتهريبات كبيرة في دورات المياه ذكر أن مدير تعليم عسير جلوي آل كركمان تابع المدرسة على أرض الواقع، وأمر بنقل الطالبات لمدرسة أخرى وإصلاح المدرسة.