دخلت 500 طالبة و60 معلمة الاختبارات في مجمع مدارس قوز الجعافرة (10 كلم غرب صبيا) في مبنى مستأجر متهالك يفتقر لأدنى مقومات السلامة والمواصفات المدرسية التي تساعد على بيئة تعليمية مشجعة، فالمبنى انتهى عمره الافتراضي وتجاوزه الزمن، ولكن صعوبة إيجاد البديل أجبر الطالبات مع معلماتهن لتحمل هذه المعاناة أملا في انفراج أزمتهن مع هذا المبنى في بداية الفصل الدراسي المقبل. «عكاظ» وقفت على المبنى بعد مناشدات أولياء أمور الطالبات لنقل صورة عن هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه بناتهن. حسين ومحمد وعلي جعفري قالوا إننا أصبحنا نعيش على أعصابنا ونحن نودع بناتنا باتجاه هذا المبنى الذي يوشك أن يتداعى بسبب الزحام فيه لا سيما أنه خال من مقومات الأمن والسلامة. وقال محمد موسى ويحيى سالم: «لقد ناشدنا تعليم صبيا بضرورة نقل الطالبات إلى مبنى آخر أكثر أمانا ولكن لا مجيب، ما أجبر البعض على نقل بناتهم بالمرحلة الابتدائية إلى مدرسة أخرى تتوفر بها وسائل السلامة ذلك أن المدرسة التي يدرس بها أكثر من 500 طالبة قد تم حشرهن في مبني متواضع لا يوجد به مخرج واحد للطوارئ». من جهته، قال محسن إبراهيم: «إن ساحات المبنى مزدحمة وأبوابه ضيقة، فضلا عن وجود مخلفات بناء تشكل خطرا على سلامة الطالبات». وتقول بلقيس محمد (أم طالبة تدرس بالمرحلة المتوسطة): «أعيش على أعصابي منذ أن تغادر ابنتي مدرستها حتى تعود مع الظهر، فحوادث الطالبات والمدارس المستأجرة تصيبني بالقلق على صحة وسلامة ابنتي لا سيما وأن مدرستها الحالية خالية تماما من أي وسائل للأمن والسلامة على الرغم من مناشداتنا الإدارة والمسؤولين فيها بإيجاد مبنى بديل أكثر أمنا ولكن لا حياة لمن تنادي». وتتساءل آمنة يحيى (والدة طالبة تدرس بالمرحلة الثانوية): «من نحاسب إذا وقع مكروه (لا قدر الله) في هذه المدرسة التي لا تصلح حتى لأن تكون مستودعا، فكيف تم تحويلها لمدرسة بل لمجمع يضم ثلاث مراحل دراسية». «عكاظ» عرضت القضية على مدير التربية والتعليم بالمحافظة أحمد الربيع الذي أكد بعد أن عاين الموقع على الطبيعة بأن الإدارة فشلت حتى الآن في إيجاد مبنى بديل، لأن مركز القوز الذي يحتضن المدرسة لا توجد به مبان يمكن استئجارها وتصلح لأن تكون مجمعا للمدارس الثلاث، مضيفا أن أحد الحلول الآنية التي يمكن أن تساهم في تخفيف الزحام يتمثل في نقل طالبات المرحلة الابتدائية إلى مبنى آخر، مشيرا إلى أن المباني المستأجرة لا سيما للطالبات، تمثل أحد التحديات التي تواجهها إدارته، فيما يتم العمل للتخلص منها بشكل تدريجي متى ما توفر البديل الأفضل.