أماطت مصادر في إدارة التربية والتعليم بمنطقة جازان، اللثام عن وجود أكثر من 200 مدرسة في المنطقة مستأجرة وبعضها مضى على تأجيرها 15 عاما باتت متهالكة وتفتقر إلى مخارج الطوارئ والسلامة وتهدد حياة الطلبة في مختلف مراحلهم الدراسية سواء البنين أو البنات في المحافظات وليس بمنأى من مخاطر الهزات الأرضية. «عكاظ» قامت بجولة على عدد من مدارس منطقة جازان خاصة المدارس المستأجرة وذلك للوقوف على مدى مقاومة تلك المباني للهزات الأرضية والزلازل. واعتبر عدد من الأهالي استمرار الطلاب والطالبات في بعض المدارس المستأجرة على حالها يمثل إهمالا «على حد تعبيرهم»، رغم أنها لا تملك أي مقومات سوى توفر المعلمات والإداريات، الأمر الذي دفعهم لمطالبة الجهات المختصة بالتدخل الفوري للبت في معاناتهم. وأكدوا أن المدارس المستأجرة المتهالكة تعاني من تشققات الجدران واهتراء الأرضيات وعدم صلاحية المبنى للاستخدام، فالأبواب ضيقة ومساحة الفصول الدراسية صغيرة جداً، وانعدام وسائل السلامة ومخارج الطوارئ وقت الحرائق والكوارث الطبيعية لا سمح الله. وفي حي المطار بمدينة جازان رصدت «عكاظ» مدرسة معاذ بن جبل المتوسطة والتي تعاني من سوء المبنى وضيق في فصوله ومخارجه وتهالك المبنى ومعاناته من تصدعات في طبقات الأسمنت. وطالب عدد من أولياء أمور الطلبة إدارة تعليم جازان بوضع حد للمدارس المستأجرة والدفع بمشاريع التعليم المتعثرة وإيجاد مدارس آمنة مقاومة للهزات والزلازل قبل وقوع الكارثة وسقوط مباني المدارس المستأجرة والتي تشكل خطرا على حياة الطلبة. فيما تم رصد عدد من مدارس البنات في بعض المحافظات والقرى ومنها مدرسة السادلية للبنات في منطقة جازان حيث توضح الصور مدى تهالك المبنى وما تعانيه من انعدام وسائل السلامة ومخارج الطوارئ وقت الحرائق والكوارث الطبيعية لا قدر الله. فيما تشكل مدرسة الحناية الابتدائية للبنات التابعة لمكتب التربية والتعليم بمحافظة العيدابي شرق منطقة جازان والتي تجاوز عمرها الافتراضي 30 عاما خطرا على من بداخلها بعد أن بدت أعراض «الشيخوخة» تظهر على محياها وتتسع شقوقها وتتساقط الأجزاء الخارجية من فترة لأخرى. وأكد أولياء الأمور أن بناتهم يعشن معاناة طيلة العام الدراسي الحالي في مبنى وصفوه بالهيكل الخرب رغم أنه لا يملك أي مقومات للتعليم سوى توفر المعلمات والإداريات فيما المبنى والمرافق لا تمت لأي مقومات تربوية ولا تعليمية بصلة، خاصة أن عمر المبنى يتعدى الثلاثين عاما ويفتقد لوسائل السلامة والتكييف والخوف من تحوله إلى كابوس يرعب الطالبات، مطالبين بضرورة معالجة وضع المدرسة في ظل الهزات الأرضية الأخيرة على المنطقة، مبينين أن أحد الأهالي تبرعوا بقطعة أرض لإنشاء مدرسة حكومية للبنات إلا أنه منذ سنوات لم يتم إنشائها رغم استلام المقاول الأرض منذ ثلاث سنوات ثم انسحابه فجأة بعدما بدأ في المشروع الأمر الذي يثير الاستغراب. وقال سليمان قاسم غزواني إن إحدى مدارس البنات قديمة والمبنى سيئ، وأوشك على الانهيار بعد انتهاء عمره الافتراضي ومدخلها ضيق جدا وتفتح مباشرة على هذا الشارع الضيق، مشيرا إلى الشارع الصغير الذي يمر من أمام المدرسة وبالقرب من بابها الرئيسي، وذلك يسبب زحام شديد عند حضور الطالبات وعند انصرافهن ويتعرضن للخطر من سيارات العابرين للطريق وكذلك السقوط المتكرر للطالبات صغيرات السن بسبب التزاحم فيما توجد بجوار المدرسة مقبرة تشكل حالة نفسية على الطالبات عندما يشاهدن الأهالي ينقلون موتاهم إلى المقبرة وإكمال مراسم الدفن التي في كثير من الأحيان تواكب خروج الطالبات في نهاية اليوم الدراسي. وأضاف سليمان غريب: بالنسبة لهذه المدرسة فإنكم لا تحتاجون للتأكد من سوء حالها إلى شهود عيان ولكنني من خلال «عكاظ» أناشد المسؤولين وأصحاب القرار أن يسارعوا بإيجاد حل لهذه المدرسة. من جانبه أوضح الناطق الإعلامي في تعليم منطقة جازان يحيى عطيف أن هناك 427 مبنى حكوميا للبنين و61 مدرسة مستأجرة بمجموع 488 للبنين، و281 حكومي بنات ومستأجرة 126 بمجموع 507 مدارس للبنات.