وصف وزير خارجية هولندا بيرت كوندرس الحرب على الارهاب بأنها أكبر تحد يواجه المجتمع الدولي، مؤكدا أن بلاده تدعم الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره. وقال كوندرس في حوار اجرته «عكاظ» إن المملكة شريك هام في الائتلاف الدولي لمحاربة ارهاب داعش، فضلا عن حرص البلدين على تعزيز أواصر العلاقات في جميع المجالات السياسية والامنية، معتبرا أن الشراكة الأوروبية الخليجية من شأنها دعم الحوار العربي الأوروبي وتفعيل سياسات ايجابية لمحاربة الإرهاب والعمل من خلال شراكة استراتيجية لتعزيز الامن والسلم العالمي. وحول رؤيته للأزمة السورية اوضح كوندرس انه لا يمكن حل الأزمة السورية الا من خلال عملية سياسية تؤدي الى مرحلة انتقالية بناء على مرجعية «جنيف1» مؤكدا ان بلاده ودول الاتحاد الأوروبي يهمها التعاون في تنفيذ مقررات الأممالمتحدة المتعلقة بالوضع في سوريا وتفعيل القرارات والتعاون مع مبادرة ستافان دي ميستورا بشأن العملية السياسية في سوريا. وأشار إلى ان بلاده والأوروبي يطالبون موسكو بالتعاون من أجل تفعيل مرحلة انتقالية في سوريا ومن ثم البدء في عملية سياسية والحد من معاناة المواطنين ومن عدد النازحين واللاجئين، موضحا أن بلاده التي سترأس دورة الاتحاد الأوروبي في يناير المقبل ستحرص على تضافر الجهود الأوروبية للتعاون في ملف الإرهاب وتداعياته منوها بمقولته الشهيرة «سويا نكون أقوى» مشددا على ضرورة التنسيق مع الدول المحورية في المنطقة ومع دول جنوب البحر الأبيض المتوسط في اطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وفي ما يخص ملف اللاجئين السوريين قال ان ازمة اللاجئين هي مسؤولية الاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدة لمن يحتاجها، مؤكدا أنه يتفهم قلق بعض الدول ولكنه لا يخدم المسألة ولا يخلي مسؤولية أحد من مساعدة الذين هربوا من ساحة الحرب. وفي ما يتعلق بالأوضاع في اليمن أوضح كوندرس أنه التقى مع مسؤولين من دول المنطقة ومن أوروبا للتشاور حول الأوضاع في اليمن وتفعيل قرارات الأممالمتحدة مشيرا الى أن بلاده تأمل أن قرار الأممالمتحدة 2216 سيرى النور نصا وروحا ويعمل على تنفيذ المطالب الإنسانية. وشدد على أن بلاده تدعم جهود المبعوث الأممي لليمن لتفعيل الحل السياسي للأزمة اليمنية وترى أهمية كبيرة في تواصل محادثات السلام. وأعرب الوزير عن قلقه من جراء التصعيد الحاصل في الأراضي الفلسطينية واسرائيل مشددا على أهمية التوصل لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبدون الحل السياسي فإن المواطنين على الجانبين سيفقدون الأمل وسيكون ذلك فرصة لتنامي التطرف على الجانبين، موضحا ان هولندا ستواصل العمل لتفعيل خيار الدولتين. ومن المقرر أن ترأس هولندا دورة الاتحاد الأوروبي مع بداية يناير المقبل الى يونيو 2016 وستعمل الرئاسة الهولندية على تكثيف العلاقات مع دول أوروبا الشرقية ودول الشرق الأوسط وجنوب البحر الأبيض المتوسط وسيكون ملف الإرهاب والهجرة ضمن أولويات الرئاسة فضلا عن تفعيل التجارة الخارجية بين هولندا والدول الصديقة.