أكد نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية لوكسمبورج جان كلود أسلبورن، حرص بلاده على تدعيم العلاقات مع المملكة، منوها بالدور المحوري للرياض في المنطقة والعالم. وقال في حوار ل«عكاظ»، إنه لا طريق آخر لحل الأزمة السورية غير التسوية السياسية التي تمهد لمرحلة انتقالية، وانتقد سياسة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أنها تشكل عقبة أمام تحقيق السلام. كيف تقيمون العلاقات بين دوقة لوكسمبورج والمملكة؟ نسعى لدعم العلاقات بين دوقة لوكسمبورج والمملكة، التي تربطنا بها علاقات جيدة، وقد التقيت مع الأمير تركي بن محمد بن سعود في مايو الماضي خلال الاجتماع الوزاري الأوروبي الخليجي الذي عقد في الدوحة، ونحن نعلم جيدا الدور المحوري الذي تقوم به السعودية في الشرق الأوسط، ولذلك نسعى للعمل والتعاون سويا بطريقة مكثفة إذا أمكن في ملفات عديدة، وأتطلع لزيارة إلى المملكة في أقرب فرصة ممكنة. وما هي رؤية بلادكم للأزمة اليمنية بعد إخفاق مؤتمر جنيف في التوصل إلى حل؟ من المؤكد أن الخطوة الأولى تتمثل في وقف إطلاق النار، إذ أن التصعيد العسكري يزيد من عدم الاستقرار السياسي في البلاد، ووقف إطلاق النار سيمهد لمرور المساعدات الإنسانية ويحد من تدهور الأوضاع، كما أن وقف الأعمال العسكرية سيعطي فرصة أمام الحوار السياسي بغطاء أممي، وهذا الحوار ينبغي أن يشارك فيه جميع الأطراف، ولذلك لا بد أن يلتزم الجميع في اليمن بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 الصادر، ووقف أعمال العنف والانسحاب من المناطق التي تم الاستيلاء عليها، والمبادرة الخليجية ببنودها وجهود الأممالمتحدة يمكنهما دفع جميع الأطراف اليمنية للتشاور وهو أمر يمثل أهمية كبيرة، ونحن ندعم هذا التوجه من قيام الاتحاد الأوروبي بدور الوسيط الأمين في هذه الأزمة. فيما يتعلق بملف الإرهاب، كيف ستتعاملون معه خلال رئاستكم للأوروبي؟ نحن أمام تحديات عديدة، أولا المقاتلون الأجانب في صفوف التنظيمات الإرهابية الذين يأتون من دول أوروبية ويتوجهون إلى الشرق الأوسط، وهناك قضية الشرق الأوسط خاصة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي يغذي بشكل كبير عملية الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية. ولكي نحارب داعش، لا بد أن نتوصل إلى حلول سياسية بين الأطراف المتنازعة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها، ولوكسمبورج تدعم محاربة الإرهاب. حذرتم قبل عامين من «عسكرة» الأزمة السورية .. كيف ترون الوضع الآن؟ الساحة السورية تسيطر عليها اليوم جماعات عدة، وهو ما يصعب كثيرا العودة إلى عملية سياسية شاملة مثلما حدث في جنيف، وعلى هذا الأساس نرى أن مبادرة ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي بشأن سوريا استئناف حوار غير مباشر وغير ملزم في البداية على أساس اتفاق جنيف تعطي بعض من الأمل، ولا يوجد طريق آخر لسوريا غير التوصل إلى تسوية سياسية تمهد لمرحلة انتقالية، ولا بد أن لا نقع فريسة لديكتاتورية الأسد أو داعش. ومسؤوليتنا دعم المعارضة السورية المعتدلة لتجب انهيار كامل للدولة في سوريا والذي يمكن أن يصعب الوضع أكثر مما هو عليه. ومن ثم ينبغي أن تكون عملية تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن من أولويات المجتمع الدولي. ثمة مبادرات لتحريك السلام في الشرق الأوسط والتوصل إلى حل الدولتين .. ما هو دوركم لدعم هذه المبادرات؟ نحن نرى أن مبادرة السلام العربية تبقى إلى اليوم إطارا للسلام وحجر أساس وروشتة لسلام عادل وشامل، ولا بد من حث الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى مفاوضات جدية، والاتحاد الأوروبي مطلوب منه القيام بدور أكثر فعالية عما كان يقوم به في السابق. ولوكسمبورج ملتزمة بخيار الدولتين على أساس حدود 1967، لكن للأسف المستوطنات تشكل عقبة حقيقية أمام السلام، والمطلوب أن تتبنى السياسة الأوروبية المزيد من العمل لعدم تشجيع سياسة المستوطنات ولا بد أن تضم المشاورات الأوروبية الإسرائيلية ملف المستوطنات، كما نطالب بموقف واضح للاتحاد الأوروبي بشأن هدم وتدمير منازل الفلسطينيين. وعلى الجانب الفلسطيني نتوقع مزيدا من الجهود لتشكيل حكومة وطنية، ونطالب بعودة الحوار الفلسطيني الفلسطيني.