أكدت وزيرة خارجية أستونيا مارينا كاليوراند حرص بلادها على توطيد العلاقات مع المملكة العربية السعودية في جميع الميادين السياسية والاقتصادية، مشيرة إلى أن السعودية تقوم بدور ريادي ومحوري في المنطقة من أجل إرساء السلام وإقرار الأمن.. وقالت مارينا كاليوراند في تصريحات ل«عكاظ» إن استونيا تعتبر الرياض شريكا استراتيجيا هاما ما يمهد لتكثيف الحوار مع بلادها في ملفات مكافحة الإرهاب وحل أزمات المنطقة والتعاون الثنائي ومحاربة الأرهاب خاصة أن بلادها تشارك المملكة في الائتلاف الدولي لمحاربة إرهاب داعش، هذا التنظيم الذي يعتبر تهديدا ليس لأمن المنطقة فحسب بل العالم. وحول احتمال قيامها بزيارة الى المملكة قالت كاليوراند إنها تتطلع لزيارة للمملكة أو استضافة نظرائها السعوديين في العاصمة تالين، ملفتة إلى أن هناك الكثير من الملفات التي يمكن مناقشتها وتناولها بين المملكة وأستونيا لا سيما ملف الأشغال والتكنولوجيا الرفيعة المستوى والتعليم والصحة وأخيرا السياحة بوجه عام. وعن الأحداث الجارية في سوريا اعتبرت كاليولاند أنه ينبغي في البداية تطوير آليات عمل مجلس الأمن حتى لا تستخدم دول المجلس حق الفيتو لتمرير جرائم ضد الإنسانية. وأفادت بأن الأزمة السورية أسفرت عن عواقب جسيمة على المنطقة وعلى أوروبا أيضا مطالبا بضرورة إيجاد حلول للأزمة وفق قواعد الشرعية الدولية، مشيرة الى أن النظام السوري مسؤول عن جرائم عديدة ضد الإنسانية عبر قتل شعبه بالأسلحة الكيماوية. وأفادت بأنها على قناعة من أن حل الأزمة السورية ينبغي أن يكون عبر مسار سياسي يمهد لحكومة انتقالية وعملية سياسية بناء على مقررات جنيف في يونيو 2012. والتي تضمن للبلاد وحدة أراضيه وسيادته، مشددة على جهود المبعوث الدولي لسوريا ستافان دي ميستورا. وثمنت جهود الائتلاف الدولي لمحاربة ارهاب داعش ووضع حد لممارسات داعش البشعة وجميع الجماعات الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق. وحول ملف اليمن وجهود المملكة لإحلال السلام أشارت كاليوراند الى المبادرة الخليجية باعتبارها المخرج الأسلم لأزمة اليمن، مشددة على دعم بلادها للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني فضلا عن الالتزام بقرارات الأممالمتحدة ودعم المساعي الرامية لوقف القتال وانسحاب الحوثيين من جميع المناطق التي استولوا عليها وفتح الممرات لإيصال المعونات الإنسانية العاجلة وتأمين عقد حوار لمؤتمر وطني في اليمن. وفي ما يتعلق بأزمة اللاجئين رأت كاليوراند أن هذه الأزمة التي وصلت الى أوروبا تساوي تحديا كبيرا للدبلوماسية الأوروبية ولا يمكن تجاهلها مشيرة الى أن بلادها أبدت الاستعداد لاستقبال عدد من اللاجئين يتلاءم مع نسبة المواطنين في استونيا ولكنها أوضحت أنه لا ينبغي أن «نتحدث» عن أزمة أوروبية، ملفتة الى جهود دول الخليج ومساهمتها في حل أزمة اللاجئين والتي اعتبرتها مساهمة حيوية وهامة جدا.