أكد وزير خارجية فرنسا والتعاون الدولي لوران فابيوس أن الدعوة التي وجهت إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند للمشاركة في القمة التشاورية الخليجية التي تستضيفها الرياض اليوم تدل على الثقة التي تحظى بها بلاده من قبل المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي وتعكس حرصا خليجيا على تعميق علاقات سياسية مميزة مع فرنسا. وأضاف فابيوس في تصريحات ل «عكاظ» بأن بلاده حريصة على هذه العلاقات المتنامية، لافتا إلى أنه سيرافق الرئيس الفرنسي إلى الرياض وستكون فرصة لعقد لقاءات تشاورية مع المسؤولين السعوديين، مؤكدا أن التنسيق الفرنسي السعودي يشكل أهمية كبيرة للدولتين لا سيما بعد انتهاء عاصفة الحزم والخطوات التالية الرامية لإعادة الأمل في اليمن حيث شدد على دعم بلاده للمملكة العربية السعودية في ظل التطورات الإقليمية التي تمر بها المنطقة، مشيرا إلى رغبة بلاده للتوصل إلى حل سلمي في الأزمة اليمنية وتفعيل سياسة الحوار والعمل باتجاه التسوية السياسية التي تحافظ على وحدة الأراضي اليمنية فضلا عن تفعيل قرار مجلس الأمن حول اليمن رقم 2216. واستطرد بأن الملف النووي الإيراني والاستخدام السلمي للطاقة النووية نقاط هامة مطروحة في لقاءاته في المملكة والتي قام بزيارتها قبل أسابيع قليلة، موضحا أن الاجتماع الأخير الذي عقد في الأممالمتحدة في نيويورك حول مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كان فرصة للتعرف على وجهات النظر السعودية في هذا الشأن. وشدد على دعم بلاده للمطالب السعودية بأهمية الاستخدام السلمي للطاقة النووية، موضحا أن تحقيق اتفاق نووي شامل مع إيران ينبغي أن يكون ضمن مواقف إيرانية مؤكدة على المساهمة الإيجابية في سياسة التهدئة في المنطقة وفي دعم ملف السلام والاستقرار والذي يعني إعطاء الفرصة أمام سياسات إعادة الإعمار والتنسيق لحياة أفضل، مشيرا في هذا الصدد إلى الأزمة اليمنية والملف السوري. وردا على سؤال «عكاظ» حول ملف محاربة الإرهاب قال فابيوس إن بلاده ملتزمة بالبعد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ملف محاربة الإرهاب، منوها بضرورة حل أزمات المنطقة، ومشيرا إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وملف سورياوالعراق وليبيا ثم اليمن وإيران. وشدد على دعم بلاده للدول التي تأثرت بشكل كبير من التنظيمات الإرهابية لا سيما تنظيم داعش وعلى رأسها لبنان والأردن ومصر. وأكد أن ملف محاربة الإرهاب سيكون ضمن التشاورات التي يجريها في الرياض فضلا عن حرص بلاده على التنسيق والتعاون مع المملكة العربية السعودية والشركاء في دول الخليج. ورفض وزير الخارجية الفرنسي المزج بين الإسلام والإرهاب، مؤكدا أن الإسلام هو جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الفرنسي على غرار كل المعتقدات الأخرى في فرنسا مع احترام حرية العقيدة، مشيرا إلى أن بلاده ستظل رغم الأحداث التي شهدتها باريس في الآونة الأخيرة متمسكة بشدة باحترام تنوع الثقافات، مشيرا إلى اهتمام بلاده ببرامج إعادة تأهيل الشباب الفرنسي الذي شارك ضمن تنظيمات إرهابية في العراقوسوريا وعلى وجه الخصوص داعش، منوها بأن هذا الملف يشكل تحديا كبيرا لبلاده ولدول الاتحاد الأوروبي على السواء.