لا يجد عدد من السعوديين العاملين في سوق المواشي بمحافظة خميس مشيط في منطقة عسير، كامل الفرصة لممارسة أعمال الشراء والبيع والترزُّق، بسبب سيطرة عمالة وافدة من جنسيات عربية على حركة البيع في السوق، خصوصا في مجال الجملة. ويعتقد الباعة السعوديون أن السوق لا يجد رقابة كافية من أغلب القطاعات الحكومية المعنية؛ فيجد الباعة غير السعوديين فرصتهم في ترقُّب المواطنين الراغبين في البيع عند دخولهم أطراف السوق، ويتمكنون بالتالي من شراء ما لديهم من أغنام أو ماعز وغيرها، ومن ثم يبيعونها لحسابهم الخاص أو لصالح المواطن الذي يعملون على كفالته.كما شكا عدد من المواطنين من عشوائية وعدم تنظيم سوق المواشي، ويتأكد ذلك مع غياب جهات الرقابة المعنية في جميع الأوقات تقريبا. ورصدت «عكاظ» تلك العشوائية، والتقت عددا من الباعة السعوديين للبوح بما لديهم من معاناة.من منظور المواطن عبدالله ناصر القحطاني، أن مجموعة العمالة العربية الوافدة في سوق المواشي بخميس مشيط، لديها القدرة الفائقة على الانتشار على مداخل السوق وأرجائه المختلفة، من أجل محاصرة المواطنين القادمين لبيع ما لديهم من بهائم. وقال القحطاني: «يقوم هؤلاء العمال بالتحريج على المواطنين بتقديم ما يناسبهم من أسعار، حيث يعملون في الغالب لحسابهم الخاص»، مطالبا الجهات المعنية بمراقبة السوق بوضع حد لاستغلال هذه العمالة، وفتح المجال للمواطن السعودي في السوق، حيث يعاني من منافسة الأجانب في كل مكان.ومن وجهة نظره، يرى المواطن سعيد مشعل القحطاني أنه نتيجة لسيطرة العمالة الوافدة على سوق المواشي، يحدث ارتفاع ملحوظ في أسعار المواشي، مشيرا إلى أن أسعارها في الأيام العادية تصل إلى قرابة ال 1000 ريال. ووصف القحطاني تلك الأسعار ب «المبالغ فيها»، خصوصا في المواسم كعيد الأضحى والإجازات وما يصحبها من مناسبات اجتماعية مختلفة. كما أوضح المواطن مبارك آل غانم، أن السوق يحتاج إلى تنظيم أكثر، كما يحتاج إلى المتابعة الفورية ومراقبة السوق من قبل البلدية وكذلك الجهات الأمنية عن قرب، من أجل التصدي لكل من يحاول العبث أو الغش في السوق. ورصدت الجولة التي قامت بها «عكاظ» في سوق المواشي بمحافظة خميس مشيط ملامح العشوائية، التي تفرض حضورها على أنحاء مختلفة منه. وتم رصد حظائر خارج مواقعها الصحيحة، بالإضافة إلى وجود قطعان الأغنام وسط السوق دون حظائر، حيث تعترض طريق السيارات والمارة. وذكر المواطنون سعيد الفرد وعبدالله الشهراني وسعد أبو عليط، أن السوق يعاني من انبعاث الروائح الكريهة والعشوائية، مبينين أنهم سبق أن تقدموا بشكاوى للبلدية لكن دون جدوى، آملين أن يصل صوتهم لجهات الاختصاص للنظر في معاناتهم اليومية.