لم يعد باستطاعة محطات الفحص الدوري للسيارات الكشف عن العيوب التقنية أو الميكانيكية في المركبات بعدما تخصص عدد من العمالة الآسيوية في اجتياز الفحص من أول مرة مقابل مبلغ مالي متفق عليه. ينتشرون على امتداد طريق الأربعين شمالا شارع الأمير سلطان بن سلمان المتجه إلى الفحص الدوري، ويلاحظون في وضح النهار، ويعدون كل من يتوقف لديهم باجتياز الفحص بأقل خسائر مالية ممكنة. وقال صديق أحمد (باكستاني) كان في انتظار الزبائن أمام محله قبل دخولهم الفحص الدوري: نحن نقوم باستقبال الراغبين في فحص سياراتهم قبل دخولهم لمحطة الفحص الدوري ليتم فحصها من قبلنا أولا وإبداء الملاحظات عليها فيما يتعلق بالإطارات والزجاج والأمور التقنية والميكانيكة، وإذا أراد صاحب السيارة أن يقوم بإصلاح الخلل في المحل يكون الفحص مجانا. وأضاف: إذا كان على السيارة عدة ملاحظات فإننا نقوم بمعالجتها بشكل عاجل ونستطيع اجتياز الفحص الدوري مقابل مبلغ مالي معين يقدر من 400 إلى 500 ريال. ويعمل عبدالجبار في تأجير الإطارات بمختلف المقاسات ولجميع أنواع السيارات مقابل مبلغ مالي يشمل تركيب الإطار وفكه لاحقا. وقال: نؤجر الإطارات على أصحاب المركبات، وتبلغ قيمة تأجير الإطار ما بين 100 ريال إلى 200 ريال، وبعد اجتياز السيارة للفحص نقوم بفك الإطارات المؤجرة ونعيد للسيارة إطاراتها الأصلية ضمن ضمانات نتفق عليها نحن وصاحب السيارة بعد خروجها من الفحص. وأشار هاني البركاتي إلى طمع وجشع هؤلاء السماسرة من العمالة الوافدة لأن عملهم يقوم أساسا على الغش واجتياز اختبار الفحص الدوري بالسيارة وهي غير صالحة للسير على الطرقات، فمثلا إذا كانت أضواء ومصابيح السيارة معطلة يقوم السماسرة بإصلاحها فورا وبعد أن تجتاز السيارة الفحص تعود كما كانت سابقا، مايشكل خطرا على أرواح قائدي المركبات ومرافقيهم بل ويتعدى الخطر إلى عابري الطرقات. واستغرب علي سعود الصليمي من عمل هؤلاء السماسرة في وضح النهار دون حسيب أو رقيب أو حتى تواجد أمني، وتساءل عن كيفية ظهورهم بهذا الشكل وبهذه الأعداد الكبيرة. وأضاف: يتسبب هؤلاء السماسرة في وقوع العديد من الحوادث المرورية؛ نظرا لأنهم يقومون بالغش حتى تجتاز المركبة الفحص الدوري وبعد أن تجتازه يعيدونها كما كانت في السابق. واستشهد الصليمي بحادثة وقعت لأحد أصدقائه عندما اشترى سيارة عائلية من حراج جدة وكان عليها علامات الفحص الدوري قبل عملية الشراء. وأضاف: قام صديقي بالسفر من جدة إلى مكة، وعندما وصلت سرعة المركبة إلى 120كم في الساعة انفجر الإطار الأيسر الأمامي ما تسبب قي وقوع حادث مروري. مطالبا بمراقبة هؤلاء المسماسرة والقبض عليهم كونهم يتلاعبون في أرواح المواطنين دون أدنى اعتبار سوى تحقيق المكاسب المادية مهما كان الثمن.