لايمكن أن ينكر أحد الدور الذي تؤديه محطات الفحص الفني للسيارات، حيث يتم الكشف عن العديد من أوجه الخلل في المركبات. وأثبتت الدراسات العالمية أن خلل المركبات يمثل 10% من أسباب الحوادث الجسيمة، وكلنا يعلم عن الأسباب الرئيسية لفحص المركبات، وللتأكد من سلامة المكابح والاطارات وبقية الأجهزة الميكانيكية والكهربائية لتفادي الحوادث بسبب خلل المركبات وعدم السماح للمركبات المستهلكة وغير الآمنة من السير في الطرقات والتي تسبب خطرا على اصحابها وعوائلهم وعلى بقية مستخدمي الطرق. لذا من الضروري أن يتم فحص كل مركبة سنوياً وذلك بعد مرور الثلاث السنوات الاولى من عمر تلك المركبة وبعد تسجيلها لأول مرة، كما هو الحال في كل دول الخليج وبقية دول العالم التي تقل فيها الحوادث المرورية. وقد لاحظ الكثير منا أن مركز الفحص قد لا يجيز المركبة لأسباب قد يعتبرها قائد المركبة بسيطة ويمكن تلافيها أو غض النظر عنها من قبل مركز الفحص الدوري، ولكن إجراءات الفحص الدوري معروفة ومنظمة وفق منهجية للكشف عن أي خلل يؤثر على سلامة المركبة بغض النظر عن حجم الخلل. ولذلك من الضروري اجراء الصيانة الدورية لمركبتك والتأكد من صلاحية الاجهزة الاساسية للمركبة قبل أخذها لمركز الفحص الدوري؛ لتجنب عدم اجتيازها الفحص لأسباب بسيطة وتفادي الطرق الملتوية التي يتبعها بعض أصحاب السيارات والورش وتجنب اعادة الانتظار لفحص المركبة مرة اخرى. وتفيد الأحصائيات بأن معدل اجتياز الفحص بهذه المراكز 58%، وهو مؤشر جيد يدل على جودة الفحص بهذه المراكز. تجاوز الاختبار من جهة أخرى لجأ عمال الورش الصناعية المجاورة لمنشأة الفحص الدوري للسيارات بالدمام للعديد من الحيل والطرق الملتوية التي تمكن المركبة من تجاوز اختبار الفحص بنجاح مقابل حفنة من المال غير عابئين بالأخطار التي يرتكبونها على السائقين والعابرين، إذ يستخدمون طرقا بدائية لإخفاء تهريب الزيوت من الماكينة، ويلجأون للصمغ لضبط الكوابح (الفرامل) ولديهم لكل مشكلة حل مؤقت، لكن هذا الحل يحول السيارة إلى خطر داهم على الطرق نتيجة الحلول المسكنة التي يقوم بها هؤلاء. حل لكل مشكلة وقال أحد المواطنين: «في تلك الورش تجد حلولا لكل المشاكل التي تكشفها أجهزة الفحص في المركبة، موضحا أنه بمجرد خروج قائد المركبة غير المؤهلة من مسار الفحص يستقبله عشرات من العمالة الوافدة أمام المخرج الرئيسي؛ لتقديم المساعدة السريعة التي تمكنه من تجاوز الاختبار. الطرق الملتوية وأفاد بأن قائدي المركبات ينقسمون إلى فريقين الأول الباحث عن الفحص بالطرق الملتوية، ويحرص على الحصول على شهادة الفحص بأقصر الطرق حتى لو كان ذلك يهدد سلامة قائد المركبة ومرتادي الطرق، بينما يحرص الفريق الآخر على إصلاح الخلل؛ لضمان سلامة المركبة أثناء السير باللجوء إلى ورش للصيانة بعيدة عن الفحص الدوري. وبين أحد المواطنين أن إحدى الورش عرضت عليه دفع مبلغ 500 ريال لإصلاح جميع الملاحظات، ملمحا إلى أن تساؤله حول انخفاض كلفة الإصلاحات تلاشى سريعا حين علم أن إصلاح مركبته سيجري بطرق ملتوية لتجاوز مرحلة الفحص.