أقر مجلس الوزراء السعودي نظاما لحفظ كرامة وحقوق المرضى النفسيين وتضمن قانونا لمعاقبة المكلف برعاية المريض النفسي إن أساء معاملته بالسجن عاما واحدا وغرامة مالية لاتزيد على 25 ألف ريال أو إحدى العقوبتين، وإذا ترتب على سوء المعاملة ضرر دائم فالعقوبة السجن لمدة لا تتجاوز ثلاثة أعوام، وعقوبة إفشاء أسرار المريض السجن ثلاثة أشهر وغرامة مالية لا تزيد على 50 ألف ريال. وعالميا العاشر من أكتوبر كل عام هو يوم عالمي للصحة النفسية، وهذه السنة كان شعاره «الكرامة في الصحة العقلية» لكن مع هذا لا تزال هناك انتهاكات واسعة لكرامة هذه الفئة لأن القوانين لم يتزامن معها حملات توعية لعموم الناس ولهذا لا زلنا نطالع قصصا لتقييد العائلات للمريض بالسلاسل وحتى وضعه بقفص لأنه يصعب متابعته طوال الوقت لحمايته من إيذاء نفسه وإيذاء غيره، لكن هناك مفهوما ومنظورا ثوريا للمرض العقلي والنفسي يمكنه أن يحدث ثورة في معالجة ومعاملة المرضى العقليين والنفسيين يقوده حاليا الدكتور ستانيسلاف جروف أحد أعلام علم النفس الحديث والذي يرى أن المرض العقلي والنفسي هو حالة مخاض روحي يمكن مساعدة المريض لتجاوزه عبر التعامل معه من هذا المنظور وأبرز نجاح له كان مع المرأة التي صارت زوجته وعانت من مرض عقلي ونفسي حاد لكنه عبر معاملة مرضها كمخاض روحي تمكن من مساعدتها لتجاوزه والتشافي منه بشكل نهائي وكون معها فيما بعد برنامجا علاجيا لتدريب العاملين في مجال الصحة العقلية والنفسية على كيفية معاملة المرض العقلي كمخاض روحي وهذا المنظور بحد ذاته يزيل وصمة العار الاجتماعي عن المريض العقلي والنفسي لأن النظرة إليه تصبح أنه إنسان لديه هبة روحية استثنائية في طور التكون، ولهذا تضمنت أحدث طبعة من الدليل التشخيصي الأمريكي 2000-DSM-IV الصادر عن اتحاد علم النفس الأمريكي وهو الدليل الرسمي لتشخيص أنواع الاعتلالات النفسية، بندا جديدا أدخل عام 1994 وهو "V62.89-Religious or spiritual problem «المشاكل الدينية أو الروحية»، حيث توصل علماء النفس الغربيون بعد خبرة قرن في علم النفس أن هناك عوارض قد تبدو شبيهة بالاعتلالات النفسية والعقلية لكنها في الواقع ناتجة عن أحوال روحية ودينية ويمكن معالجتها بمعاملتها على أنها كذلك، وأطلق الدكتور جروف عليها مصطلح «الطوارئ الروحية» وألف دليلا للمختصين للتعامل مع هذه الطوارئ الروحية بعنوان «Spiritual Emergency: When Personal Transformation Becomes a Crisis– الطوارئ الروحية: عندما يصبح التطور الشخصي أزمة». يتبع.. [email protected]