د.الحريري: خيار أفضل ودليل وعي بأساليب التربية دون تناقض يبالغ بعض الأهالي في تربية أبنائهم لدرجة قد تصل إلى الإضرار بنفسيتهم، والوصول بها إلى أقسى درجة الانهيار النفسي؛ بحجة أنّ القسوة أو العنف تنشئ جيلاً واعياً يستطيع أن يتجاوز مسار حياته دون الوقوع في الخطأ، وغاب عن وعيهم أنّ ذلك النوع من التربية الجائرة تدفع بالأطفال إلى حافة الهاوية؛ بسبب اعتلالهم نفسياً وصحياً؛ مما يجعلهم أحد مراجعي العيادات النفسية، التي تصدر من وراء أبوابها العالية طرقات خائفة من أناملهم الصغيرة، وذلك بمثابة الإعلان عن وجودهم السري، مما يستدعي البحث عن الأسباب التي جعلتهم يراجعون تلك العيادات بحثاً عن حل لمعاناة عاشوها أو لمحو أثر ذكرى مؤلمة. تزايد وعي الأسر بأهمية الأخصائي النفسي يترك أثراً إيجابياً على العلاج بعد اليوم.. لا تقلق عندما يلفت انتباهك وجود طفل مع والديه أو ربما وحيداً ينتظر دوره في غرفة الإنتظار للدخول إلى عيادة الطب النفسي، التي تحفظ وجوههم الخائفة، وتحاول إشغالهم ببعض الألعاب المتناثرة في زواياها، حتى تمضي دقائق الانتظار الطويلة دون التفكير في واقعهم المؤلم أو الخوف من مجهول يتربص بهم. د.أحمد الحريري دليل وعي واعتبر "د.أحمد الحريري" -استشاري الطب النفسي والاجتماعي- أنّ ملاحظة وجود بعض الاطفال في بعض العيادات النفسية مسألة ليست مقلقة ابداً، بل على العكس هي دليل وعي وثقافة صحية أكثر من رائعة في المجتمع، مبيّناً أنّ بعض الاضطرابات النفسية أساساً لا تظهر إلاّ لدى الأطفال، وقد أفرد الدليل الطبي للأمراض النفسية العالمي (ICD-10) والدليل الطبي الأمريكي (DSM-iv) للأمراض النفسية العديد من الأمراض والاضطرابات النفسية التي تظهر لدى الأطفال، وليس هذا فحسب؛ بل إنّ هناك تخصصات قائمة بحد ذاتها في الطب والعلاج النفسي للاضطرابات والأمراض النفسية لديهم. اضطرابات النمو وقال: "قد تظهر بداية المشكلات النفسية لدى الاطفال بما يسمى ب(اضطرابات النمو)؛ وهي الاضطرابات التي تظهر لدى الاطفال أثناء نموهم المُبكر، والتي لا تعود بالدرجة الاولى إلى مشكلات عضوية، بل تعود إلى أسباب نفسية، ومن هذه المشكلات على سبيل المثال مشكلات الرضاعة، وانعكاس المشاعر السلبية للأم على الطفل في مرحلة المهاد، ومشكلات التغوط والتبول اللاإرادي، وتجاور الطفل الخمس سنوات وفق المعايير الثقافية المتعارف عليها دون التحكم في المخارج، والمشكلات المتعلقة بتعلم اللغة، واضطرابات النطق والتخاطب التي قد تعود إلى أسباب نفسية، ومشكلات العلاقات بين الأطفال الاخوة أو ما يسمى (صراع الأخوة)، والمشكلات بين الطفل ووالديه، ومشكلات الانتباه والتركيز، والنشاط الزائد والسرحان، وعدم القدرة على الاستذكار، ومشكلات القصور في القدرات العقلية، ومشكلات الإعاقات عموماً، وما تحمله من تداعيات نفسية على حالة الطفل، وكذلك وجود بعض الحالات لدى الطفل مثل حالات التوحد، وبعض المتلازمات مثل متلازمة (اسبرجر)، ومتلازمة (داون)، والقصور في القدرات الدراسية والتكيف لدى الطفل، وما يشتكي منه بعض الآباء والأمهات من عناد الطفل أو ظهور سلوكيات غير طبيعية مثل السرقة، وتعلم الكلمات النابية، والعناد، والعدائية، وكذلك من المشكلات التي تسترعي انتباه تخصصات العلاج النفسي للأطفال حالات القلق، والخجل، والخوف، والاكتئاب، والانطواء، والإحباط، وعدم الثقة في النفس. العزلة تضاعف تأثير الاضطرابات النفسية على الطفل سلوكيات ايجابية وأضاف أنّ هناك بعض المشكلات التي قد تصيب الطفل نتيجة لأسباب تربوية ومعاملة والديه أو بيئة أسرية في المنزل، أو وراثية، إلى جانب ما يعانية الأطفال من مشكلات الإيذاء والتحرش الجنسي من الكبار أو بعض المقربين منهم، مبيّناً أنّ الطب النفسي يعالج تلك الخبرات السيئة لدى الطفل ويعيد تصحيح سلوكه، ويحد من الآثار والتداعيات التي قد تحدث بسبب تلك المشكلات، ولهذا يحرص عليه بعض الأباء والأسر الواعية بأهمية معرفة قدرات أبنائها ومهاراتهم وتربيتهم تربية سليمة، والحفاظ على مواهبهم، وقد تستعين الأسر بأخصائيين نفسيين في تربية أبنائهم وصياغة شخصياتهم من الصغر نحو أهداف حياتية خلاّقة في التعليم، والتدريب، والسلوكيات الايجابية. الدواء وحده لا يكفي في علاج الاضطرابات النفسية حاجة ضرورية وأشار إلى أنّ الأخصائي النفسي أصبح له دور داخل الأسرة ومع الأطفال، سواءً أكان هذا الدور يكمن في علاج المشكلات أو ينعكس على تنمية المهارات وإطلاق القدرات، أو دور استشاري في التربية النفسية الصحيحة، وهو دور يُمارس من خلال العيادات النفسية ومراكز الاستشارات، مبيّناً أنّه في البيئات الواعية يُعتبر المُعالج النفسي لكثير من الأسر مسألة حتمية، وحاجة ضرورية في التربية وعلاج المشكلات السلوكية والاضطرابات النفسية. تجاهل الوالدين لاضطرابات ابنهم تترك تأثيراً سلبياً تطور الوعي وقال خلال العشر سنوات الماضية تطور الوعي لدى المجتمع نحو حسن الاهتمام بأساليب التربية للأطفال، ولم تعد الافكار الخرافية هي المسيطرة على أذهان بعض الأباء، وانحسرت الكثير من الأساليب التربوية الخاطئة التي كانت تستخدم مع الأطفال، وعلى الرغم من وجودها لكن بات كثير ممن يمارسها يخجل من ذكرها، ففي حقبة زمنية مضت كان بعض الأباء ليس لديهم وسيلة للتربية إلاّ الضرب والعنف مع الطفل، وأصبح هذا السلوك الآن جُرماً ويمكن المرافعة الجزائية ضده، من خلال اللجان المتخصصة، مشيراً إلى وعى الكثير من الممارسين للمهن التربوية والصحية بأهمية معرفة أساب ما يشتكي منه الطفل، كما تعلم الأطفال الحديث عن مشكلاتهم، وما يتعرضون له من عنف داخل المنزل وخارجه، وبالتالي يستطيعون حماية أنفسهم من خلال الأساليب التربوية الصحيحة والعادات السلوكية الجيدة. خوف الطفل غير المبرر قد يكون ناتجا عن تجارب سيئة علاج سلوكي معرفي وأضاف أنّ فكر كثير من الآباء قد تغير، وأصبحوا يعون بمفاهيم وبعض أشكال الاضطرابات النفسية، ولا يسندونها إلى المس، والعين، والجان، وعلى الرغم من وجود ممارسات غير صحية، إلاّ أنّ التجربة والواقع فرضت نفسها ومسارها الصحيح في علاج مشكلات الأطفال، وصار للأخصائيين النفسيين أدوات تستخدم في التشخيص وقياس القدرات مثل مقاييس الذكاء للأطفال، ومقاييس شخصية الطفل، وطريقة انفعالاته وردود أفعاله، وهذا المقاييس يستخدمها الأخصائي النفسي للتشخيص وتحديد مسار العمل العلاجي، وتقييم فعاليته، وأصبح من الممكن معرفة درجة الاضطراب، ومستوى التحسن لدى الطفل، وباتت الكثير من الأسر تعتمد على العلاج السلوكي المعرفي كخطوة أولى في مقاومة اضطرابات أطفالهم، وبالتالي التعامل بطريقة جيدة مع مخاوف الأدوية النفسية وآثارها الجانبية. التثقيف الإعلامي وأشار إلى أنّ المختصين في علم النفس هم أكثر الناس سعادة بهذا التطور الواعي على ثقافة الأسرة، حيث يدل تواجد الأطفال في العيادات النفسية على إدراك الأسر بأسباب وأساليب العلاج الصحيحة، مشيراً إلى أنّ هناك العديد من العوامل التي ساعدت على التطور في وعي الأسر بالطرق السليمة للتربية، حيث يأتي في مقدمتها التثقيف الإعلامي، والتربوي، إلى جانب الوعي المتنامي وملاحظة نتائج التجارب الفاشلة التي لم تصل إلى حل في الطرق التقليدية، مطمئنين وواثقين من الرعاية التي يوليها الأخصائي النفسي للطفل وأسرته اثناء التعامل مع الحالة. * مواجهة «تربية القمع» ليست عقوقاً بالوالدين..! تعرض الطفل للعنف المستمر يصيبه باضطرابات العزلة والخوف أوضحت "مها الشهري" -كاتبة- أنّ القصص المأسوية لا تزال تتكرر في أشكال العنف الذي يمارس تجاه الأبناء، إذ لا تأتي هذه الصور في نمط واحد، بل تتعدد أشكالها حتى أصبحت ظاهرة خطرة تهدد صحة التكوين السليم الذي ينبغي أن تكون عليه التنشئة والبناء النفسي لدى الأفراد، ويمكن لأي شخص ملاحظتها دائماً باعتبارها سائغة في أوساط المجتمع، ولها مبررات "المال والابن ملك للأب"، الأمر الذي جعل البعض يمنح هذه الممارسات الخاطئة شرعيةً ضد الإنسانية وأفراد المجتمع، وللأسف أنّها تتمثّل في كثير من الحالات في العلاقات الأسرية كأن يعتبر دور أحد الوالدين أو كليهما شأناً "بيولوجياً" محضاً خالياً من قيمه الحقيقية والإنسانية. وقالت: "في ظل ما تمليه ثقافة التملك المعترف بها اجتماعياً فهم يظنون أنّ هؤلاء الأبناء ملك لهم، يأتون بهم إلى الدنيا ويفعلون بهم ما يشاؤون دون مساءلة"، مشيرة إلى أنّه من المهم إيجاد مساحة من الحرية تبقي الفرد مسؤولاً عن نفسه، فقد يحرم أحد الأبوين ابنته من الزواج، أو العمل، أو الوظيفة، أو يقررها ويحدد مستقبلها بدلاً منها، أو ربما يجد لنفسه الحق ليتدخل في حياة أحد أبنائه الزوجية، ويعطي الأوامر والنواهي في ما ليس من حقه، بمبرر حقهما في رضا الوالدين الذي يأتي من رضا الله!، وهذا ليس إرضاءً لله، بل إخلال بالأمانة التي أوكلها إلى الراعي، ولا يمكن أن يقبل العقل هذا المبرر لتلك السلوكيات التربوية الخاطئة، فهم يقحمون هذا المعنى السامي في الكثير من آرائهم وسلوكياتهم التعسفية. وأضافت أنّ التربية الأخلاقية والتأديب لا يعنى بها التعنيف، بل السلوك التوجيهي الحازم الذي تقوّم به الأخطاء، وليس السلوك القمعي الذي يسبب اضطرابات نفسية تتمحور حول الإحساس بانعدام الأمان، والاستقرار، وفقدان الثقة بالنفس، حتى قلّ من يستطيع الجمع بين الحزم في التربية وصداقته لأبنائه، وقد يتباعد الآباء عن بعضهما البعض، أو يتكئ أحدهما على الآخر في تحمل المسؤولية، الأمر الذي يؤدي سلباً إلى التقصير في أداء المهمة التربوية. وأشارت إلى أنّ هذا الأسلوب التربوي الخاطيء يزرع مفاهيم ناقصة حول تكوين الأسرة والزواج، حتى انّ البعض لا يرى في هذه الصور محفزاً على الارتباط والزواج، من خلال ما انعكس لديه من والديه، ونظراً للعادات السيئة والتمرد الذي ينتج كرد فعل لسوء التربية، فهذا لأنّ الكثير من الأسر لا تهيئ الوجود النفسي، والمعنوي، والمادي، للأبناء باختلاف مراحلهم العمرية. مها الشهري * المشكلة تبدأ من الأسرة والحل في يد المجتمع..! العلاج النفسي يشمل سلوكيات الطفل الناتجة عن العنف والتهميش ذكر "د.مضواح بن محمد آل مضواح" -خبير الجريمة والعقوبة مدير الإصلاح والتأهيل بسجون منطقة عسير- أنّه عند البحث في طبيعة الأمراض النفسية لدى الأطفال والمراهقين لا بد لنا من الوعي بأمور مهمة مثل؛ أنّ بعض الأسباب يمتد إلى مرحلة ما قبل الولادة كالوراثة، والكحول، والمخدرات، والتدخين، والعادات الغذائية السيئة، إلى جانب أنّ الثقافة تفرز معظم العوامل؛ لأنّها تشكل الإنسان من المهد حتى نهاية حياته عقلياً، ونفسياً، وسلوكياً، عبر مجموعة من النظم كنظام الإرضاع، والفطام، والأخلاق، والإستقلالية، والتبعية، واللعب، والقدوة، والأوامر، والنواهي، ووسائل الأعلام، وتكوين الأسرة والعلاقة بين أفرادها، والتربية، والتعامل السلوكي، ونظام القضاء والدين، وغيرها، إذ إنّ هذه النظم قد تصاب بعدد من الاختلالات؛ مما يُحدث اعتلال الصحة النفسية في مرحلة الطفولة والمراهقة بوصفهما مرتكزاً لبقية المراحل العمرية، كما أنّ المعالجة قد تزيد حدة الاضطراب لديهم؛ لأنّ بعض عيادات الطب النفسي في الوطن العربي تعتمد على العقاقير وتهمش العلاج السلوكي؛ إمّا لعدم وجود متخصصين أو لأنّ بيئة العمل لا تتيح ممارسة هذا النوع من العلاج، بسبب التركيز على هدف الكسب المادي قبل الهدف العلاجي. وقال:"ما يزيد الأمر خطورة في مجتمعنا أنّ المؤسسات المعنية بالتنشئة الاجتماعية غير مؤهلة بالقدر الكافي لممارسة هذه العملية التي يتوقف عليها مصير الأمم، على ضوء التطور الهائل والسريع في شتى مجالات الحياة، فعلى سبيل المثال نجد أنّ كثيراً من الأسر قد أوكلت تنشئة أطفالها للخادمات والسائقين، وبعض أئمة المساجد يرسمون في خطبهم مسارات متطرفة في المثالية، وحين يعود الطفل والمراهق إلى الأسرة والمجتمع يرى تصرفات يعتقد أنّها تخرج أهلها عن الدين وتقذف بهم في قعر جهنم، فتختلط عليه مدخلات التنشئة، ثم يصاب بالتناقض الوجداني والاضطراب النفسي". وأضاف أنّ خطورة الأمراض النفسية التي يصاب بها الأطفال والمراهقون تتعداهم إلى المجتمع برمته، وإذا ما أصبح معظم أفراد المجتمع ممن عانوا أو يعانون أمراضاً نفسية في الصغر أُعيقت التنمية، والإنتاج، والتطور، والعلم، والتعليم؛ لأنّ الاضطرابات والأمراض النفسية قتلت فيهم الطموح، والانتماء، وأذابت شعورهم بالمسؤولية، وثبطت همتهم، وأعاقتهم عن التفكير السليم، ودمرت إعتدادهم بأنفسهم، وغرست فيهم إحتقار الذات، وإدمان الإتكالية، والشعور بالدونية، وجعلتهم يهربون من واقعهم المؤلم إلى المخدرات وغيرها. وأشار إلى أنّ الوقاية خير من العلاج، وذلك إذا ما أراد المجتمع وقاية الأطفال والمراهقين من الأمراض النفسية، ووقاية نفسه من التخلف وجميع السلبيات الناتجة عن هذه الأمراض؛ فعليه أن يبدأ بإجراءات الوقاية من لحظة تكون الجنين حتى آخر مرحلة عمرية إبتداءً بالوالدين ودورهما في التنشئة، وتأخذ مؤسسات التنشئة بالمعطيات العلمية في التعامل مع الناشئين بما يناسب كل مرحلة عمرية، وتعالج كل العيوب التي تعتري نظم تشكيل ثقافة الأطفال والمراهقين ونفسيتهم، وتقدم القدوة الحسنة لهم في العدل، والمساواة، والسلوك الصالح، وتجبر مراكز العلاج النفسي على ممارسة العلاج السلوكي مع المرضى منهم على حساب الدولة، وتكون تنمية الإنسان تتجاوز التنمية المادية أو توازيها على الأقل، وتنشر بين أفراد المجتعم ثقافة الاستشارة النفسية والاجتماعية، وإيجاد المراكز المتخصصة بتقديم المشورة في كل مدينة وقرية. مضواح آل مضواح *بناء «جدار الوعي» يبدأ من حقوق الطفل..! أشاد "د.عبدالرحمن بن أحمد هيجان" -حقوقي وعضو مجلس الشورى- بالوعي المجتمعي داخل نسيج المجتمع -الذي ساهم في إيصال حالات الأطفال المتعبين نفسياً إلى العيادات النفسية-، مؤكّداً على أنّ الأطفال أصبح لديهم وعي بحقوقهم إلى حد كبير، فهم يدركون أنّ لهم حقوقا وعليهم واجبات، سواءً المتعلقة بذواتهم أو أسرهم أو مجتمعم بشكل أكبر، كما أنّ الإعلام ساهم في ذلك بشكل كبير في التوعية من خلال إبرازه لبعض حوادث العنف ضد الأطفال، وتقديم الحلول لها، والتعاطى معها بقوة، وتفكيك مسبباتها. وقال في الزمن القريب كان ولي الأمر يذهب للمدرسة ويقول للمعلم (لك اللحم ولنا العظم)، وهذه المقولة كانت وقتها مقبولة من المجتمع والمدرسة، ولكن اليوم لا يمكن تطبيقها، وفي حال تعرض الطفل لعقوبة من المدرسة فإنّ الأمر يُعرض على الجهات الرسمية؛ لأنّ العقيلة الاجتماعية تغيّرت ولم تعد عقلية محلية، بل عالمية وتتعاطى مع معطيات العالم كله في أي قضية، خصوصاً تلك التي تخص الأطفال، فبيننا وبين دول العالم اتفاقيات لحماية الأطفال من العنف، وبدأت كلمة الشكوى في الدخول إلى قاموس المجتمع تجاه الظواهر السلبية ضد الأطفال، مستشهداً بأنّ في الوقت الحالي لا يمكن تشغيل الأطفال في وقت مبكر من العمر مثلما كان يحدث في الماضي، والصورة الذهنية للمجتمع تتغيّر من وقت لآخر بالتعليم والتواصل مع المجتمعات الأخرى، مشيراً إلى أنّ العنف قضية أزلية، ولكن لم يكن الكشف عنها بالأمر السهل عكس ما هو حاصل في الوقت الحالي، فالطفل الآن إذا تعرض للضرب سيكتشف أمره سواءً عن طريق المدرسة أو أحد من أقاربه. د.عبدالرحمن الهيجان