كان الله في عون الشعب السوري الشقيق، فهو يكاد يواجه اليوم كل قوى الشر في هذا الكوكب لمجرد أنه طالب ذات يوم بالحرية والعيش الكريم، فبعد أن بطش به الجزار بشار الأسد بكل الأسلحة الممكنة، ظهرت له إيران ومرتزقة حزب الله اللبناني قبل أن يعيث إرهابيو داعش الذين تقاطروا على سوريا من مشارق الأرض ومغاربها في الأرض فسادا ويحرقوا الأخضر واليابس، وقبل أن يفتح إرهابيو الميليشيات الشيعية العراقية النار على كل من تبقى على قيد الحياة. وبينما كان الإنسان السوري المفجوع والمغدور والمذهول يمارس عبثا لعبة الهروب من براميل بشار المتفجرة وأسلحته الكيماوية، بدأت الطائرات الأمريكية بقصفه بحثا عن إرهابيي داعش، ولم يكد يأخذ فرصة لتنفس الهواء المشبع بالغازات السامة وجثث الموتى الملقاة في الطرقات، حتى جاءت روسيا بقضها وقضيضها لتشارك في حفلة الذبح المجنونة. ترى من تبقى على هذا الكوكب لم يجرب حظه في قتل المدنيين السوريين؟، الصينيون؟، لن يكون غريبا لو خرجوا من سورهم العظيم باتجاه سوريا بعد أن يشعر الروس بالتعب، الهنود؟، الأفارقة؟، دول أمريكا اللاتينية؟، لم لا؟، ما دام هذا العالم قد تخلص من ضميره وألقى بمشاعره الإنسانية في عمق البحر ووجد في سوريا أرضا مستباحة لتجربة الأسلحة الجديدة وقتل البشر دون رادع. وكل هذا القتل والذبح والخنق والحصار والمطاردة من أجل من؟، من أجل بشار الأسد الذي يعتبر واحدا من أسوأ الطغاة على وجه الأرض، هذا السفاح الذي قتل شعبه بشتى الطرق حتى انتهى جيشه وتبخرت استخباراته الحديدية، فاستعان بالقتلة المأجورين التابعين لحزب الله اللبناني ليشعل الحرب الطائفية التي كانت سببا أساسيا في تمدد تنظيم داعش المتوحش، وحين تعب كل هؤلاء من الذبح والحرق والنحر والتنكيل، جاءت القوى العظمى لتكمل المهمة بالنيابة عنهم. لله در الإنسان السوري فهو سوبرمان العصر الحديث الذي لم تبق قوة على هذا الكوكب لم تشترك في خطيئة قتله وتشريده وتدمير أحلامه، وبالتأكيد سوف يأتي اليوم الذي يواجه فيه هذا العالم الخالي من الضمير عقوبة سماوية مدمرة لأنه شارك أو بارك أو صمت على هذه الجريمة الأممية التي حدثت تحت أنظار الجميع وعلى الهواء مباشرة، سوف يدفع العالم من شرقه إلى غربه ثمن المشاركة في هذه الخطيئة الكبرى وسينتشر الإرهاب في كل مكان في العالم بعد أن تشعر جيوش الدول العظمى بالإنهاك الذي تسببت فيه رغبتها المجنونة في قتل إنسان سوريا الذي حلم يوما بغد أجمل وخبز نظيف وحياة كريمة، فأمطرت عليه السماء براميل متفجرة وقنابل ذكية وغازات سامة!.