عاودت حالات البلهارسيا الظهور بمركز العبلاء في محافظة بيشة بمنطقة عسير، إثر اكتشاف 9 حالات إيجابية لمرضى ارتادوا أودية العبلاء وثبتت إصابتهم بها، وذلك وسط مطالبات بضرورة احتواء المرض، وتشديد الإجراءات الوقائية والتوعوية للحد من ظهور مثل هذه الحالات. وبحسب وزارة الصحة، فإن البلهارسيا مرض طفيلي ينتج عن الإصابة بدودة تتبع الديدان المفلطحة، وتخرج البويضات من الإنسان المصاب (البول والبراز)، وتبحث عن القوقع المناسب كعائل وسيط، ثم تكمل الدورة لتخرج السركاريا (الطور المعدي)، لتسبح في الماء حتى تجد الإنسان لتخترق جلده مكملة دورة حياتها ومسببة له المرض. مطالبة بمركز صحي.. وتوعية وقال المواطن عايض الأكلبي تعليقا على عودة البلهارسيا: يقلقنا تكرر الإصابات التي تسجل في أودية العبلاء بمرض البلهارسيا، حتى أصبحت المنطقة موطنا لهذا المرض الخطير، ونتطلع إلى أن تقوم مديرية صحة بيشة بسرعة افتتاح مركز صحي في العبلاء، يكون من أولوياته مكافحة البلهارسيا، حيث إن الأهالي لا يزالون في انتظار افتتاح المركز الصحي بالعبلاء ليعمل على خدمتهم، ويقوم بدوره في اكتشاف ومعالجة الحالات، كما نرجو أن نرى أعمالا توعوية في المواقع الموبوءة وبين الأهالي، وتوسيع نطاق التوعية في مراكز ومدارس المحافظة ككل حول هذا المرض؛ لأن المتنزهين يأتون في الغالب من محافظة بيشة والمراكز التابعة لها. مخاطر كبيرة ل «البلهارسيا» وأوضح مصدر طبي أن مرض البلهارسيا يتوطن في بعض البيئات، وتكمن خطورته في المضاعفات بعيدة المدى التي يتسبب فيها وتهدد صحة الإنسان، مثل تشمع الكبد بسبب البلهارسيا المعوية وسرطان المثانة في البلهارسيا البولية، علما بأن تشخيصها من أبسط الأمور، ولا يحتاج سوى عينة من البول أو البراز، كما أن علاجها متوفر في المراكز الصحية، وأحيانا يعطى على شكل جرعة واحدة فقط. وكانت «عكاظ» قد رصدت وجود بعض المتنزهين في أودية العبلاء، بعضهم يقومون بالسباحة واللعب في مياه الأودية، دون وعي منهم بالأضرار المترتبة على ذلك، رغم تكرر ظهور تلك الإصابات. صحة بيشة: العبلاء مصدر الإصابات من ناحيته، أوضح متحدث صحة بيشة عبدالله الغامدي، أن عدد الحالات المسجلة في مستشفى الملك عبدالله تسع حالات، تم تنويمها وإعطاء العلاج اللازم، ومصدر الإصابة في وادي العبلاء، مشيرا إلى أن الإصابات لمتنزهين خرجوا للتنزه في الوادي من خارج قرية العبلاء، وقاموا بالنزول في أماكن تجمع مياه وبرك موجوده في الوادي نتيجة للسيول. وفيما يخص الإجراءات العلاجية والوقائية، قال الغامدي: «قامت مديرية الشؤون الصحية بعلاج الحالات المصابة، كما تم تكليف فريق لعمل فحص نشط لجميع العوائل التي قامت بزيارة الوادي، وتوسيع نطاق البحث عن الحالات ليتم علاجها»، وأضاف: «كما تم تكثيف عملية الصيانة والرش لمناطق تجمع المياه، وتم دعم الفرق بقوى إضافية، كما سيتم التنسيق مع الجهات المختصة كالبلدية، لردم البرك وأماكن تجمع المياه بعد مكافحتها، كما تم التنسيق مع مركز الإمارة لوضع لوحات تحذيرية في الوادي لتحذير مرتادي الوادي، خصوصا من خارج القرية، وأيضا التنسيق مع صحة الباحة التي تشرف على أعلى الوادي، ويتبع لها المركز الصحي الذي يخدم قرية العبلاء لتضافر الجهود وتكثيف الفحص وأعمال المكافحة والتوعية الصحية».