تغص جنبات وادي رنية في العبلاء بالمتنزهين الذين توافدوا للاستمتاع بالمسطحات الخضراء والأجواء المعتدل، إلا أن خلف هذه الطبيعة الساحرة تتخفى قواقع مرض فتاك يتربص بالمتنزهين، إنه مرض البلهارسيا الذي ينهش جسد كل من وطأت قدمه هذه المنطقة ولو بعد حين. «عكاظ» تجولت بالعبلاء وأوديتها وخاصة وادي رنية الذي يستهوي الزوار لمياه الجارية وخضرته الدائمة، حيث أبدى كل من حسن البيشي ومحمد فالح، خشيتهم من تعرضهم لمرض البلهارسيا الفتاك، خاصة وأنهم يتنزهون في أودية العبلاء ويستمتعون بالأجواء والمناظر الجميلة وحتى أطفالهم يلعبون في المياه الجارية لساعات طويلة. وأضافوا: «وجود البلهارسيا هنا أمر يثير الخوف، ولا بد من احتوائه حفاظا على صحة الناس، خاصة وأن البعض تنقصهم المعرفة حول المرض وطرق انتشاره ولم يدر بخلد أحد أن يستمتع بالتنزه ثم يعاني طويلا من المرض». وقال شارع الأكلبي من أهالي العبلاء: «إن مرض البلهارسيا يشكل مصدر قلق للأهالي وزوار المنطقة، ولا يمكن السيطرة عليه إلا بتكاتف الجهود من الجهات المعنية والعمل بجدية»، ويضيف: «تكتشف في كل عام حالات لمرض البلهارسيا، دون تقديم حلول نهائية، فالأمر يتطلب الفحص الشامل لجميع السكان وإخضاع المصابين للعلاج والمتابعة ومعالجة مصادر المياه، ولا يتأتى ذلك إلا باستحداث مركز صحي في المركز». وأردف: «ضعف الوعي لدى المواطن يجعل الجهود تدور في حلقة مفرغة، حيث إن قضاء الحاجة حول مياه الأودية يجعلها بيئة خصبة للمرض وهذا يتطلب بث الوعي لدى المتنزهين والأهالي ولا يقتصر الأمر على البلهارسيا فقط، فالبعوض يتكاثر كذلك في المستنقعات المائية ويملأ أرجاء المنطقة ويقض مضاجع الأهالي». «عكاظ» طرحت الموضوع على الناطق الإعلامي بصحة بيشة عبدالله سعيد الغامدي والذي أكد تكليف ثلاث فرق لمكافحة قواقع البلهارسيا ويرقات البعوض في الوادي، مبينا وضع لوحات إرشادية في الأماكن ذات الإصابة العالية. وأضاف: «يتم أخذ عينات من القواقع بشكل دوري لفحصها، كما يتم فحص السكان المجاورين للوادي بشكل دائم للبحث السلبي عن حالات البلهارسيا وعلاج المصاب منهم ومتابعته حتى الشفاء التام وذلك بالتنسيق مع الشؤون الصحية في الباحة». وزاد: «تم تجهيز مختبر مركز صحي الجعبة لفحص البلهارسيا للسكان المقيمين والزائرين، ونستخدم خريطة إلكترونية حديثة للمنطقة باستخدام تقنية أجهزة (Gps) بهدف الوصول إلى منطقة خالية من البلهارسيا».