«لم يتجاوب الناطق الإعلامي».. عبارة بتنا نقرؤها ونسمعها مؤخرا في العديد من الوسائل الإعلامية التي تتناول تحقيقات مختلفة تتعلق بالشأن المحلي. حالة من الصمت المطبق فرضها المتحدثون الرسميون في علاقاتهم مع الإعلاميين رغم أن الإجابة على الاستفسارات من صميم عملهم فضلا عن أنهم ملزومون بالتعاطي مع الإعلام وفقا لقرار مجلس الوزراء الصادر في يوم الاثنين 29 جمادى الآخرة 1433ه. وفيما ينتظر الإعلاميون تجاوب المتحدثين الصامتين، رصدت «عكاظ» 11 جهة خدمية حكومية لا يوجد لها ناطق إعلامي من ضمنها هيئة التحقيق والادعاء العام، وديوان المظالم والمحاكم بفروعها وتخصصاتها، كتابات العدل بفروعها وتخصصاتها، ونزاهة، والإسكان، وديوان المراقبة. في هذا السياق دافع الناطق الإعلامي بمحافظة أمانة جدة محمد عبيد البقمي عن التهم التي يواجهها المتحدثون الإعلاميون من حين لآخر في الوسط الإعلامي بعدم تجاوبهم مع الإعلاميين ما يؤخر نشر التحقيقات التي تتعلق بالجهات التي يعملون فيها. وقال البقمي «في بعض الأحيان أتلقى أكثر من 100 اتصال هاتفي في اليوم من الصحفيين والإعلاميين وبعضهم يجرون اتصالاتهم في أوقات غير مناسبة أو لطرح أسئلة غير عاجلة وليست حدثية كما يصادف في بعض الأحيان أن أتلقى 4 اتصالات من قبل إعلاميين يعملون في موقع واحد». واعترف بوجود تأخير أحيانا في الرد على بعض الأسئلة التي تتطلب معلومات وأرقاما وإحصاءات حيث يتم إحالة سؤال الإعلامي إلى الجهة المختصة في الأمانة لتحضير الرد ومن ثم إرساله للصحيفة أو الإعلامي ويستغرق أحيانا ذلك من أسبوعين إلى شهر وقد تزيد المدة أو تنقص طبقا لنوع وحجم وعدد الأسئلة التي تتلقاها الأمانة. وأضاف «أمين جدة الدكتور هاني أبوراس يشدد من وقت لآخر وينبه على جميع الإدارات بضرورة التعاون والرد السريع على الأسئلة التي تردهم من إدارة العلاقات والإعلام أو من المتحدث الرسمي إيمانا منه بدور الإعلام والصحافة كشريك مهم يقاسم أمانة جدة همومها ويتتبع مكامن الخلل لإصلاحه، وبسؤاله هل صدرت أي عقوبات على إدارات الأمانة الداخلية التي تتأخر في الرد على أسئلة الإعلاميين أفاد أنه لا يعلم عن عقوبات لكنه عاد وأكد أن التعاون والإجابة على وسائل الإعلام يتم التأكيد عليه دوريا من «الأمين». وحول تكرار وتداول الشكوى من أن منصب المتحدث الرسمي للأمانة يتسم بالأداء الضعيف والروتيني، قال «المتحدث الرسمي يكون في وجه المدفع، ومطلوب منه الرد على جواله على مدار الساعة وحتى في أوقات متأخرة من الليل يجد اتصالا من إعلامي للأسف يسأل عن أمر غير مهم وقابل للتأجيل، وأود أن أوضح واقول إنني إعلامي وأتفهم جدا العمل الصحفي وأعرف أهمية التعليق على الخبر وسرعة التفاعل معه، وهناك فرق بين الخبر الذي يحتاج إلى تعليق سريع وبين التحقيق الصحفي الذي يتأخر نشره أحيانا لأسابيع ويتضمن معلومات وأرقاما وإحصاءات تحتاج إلى وقت كاف لتجهيزها كون أي متحدث رسمي للجهاز لا يمكن له الإلمام بجميع المعلومات أو الإحصاءات في جهازه ويحتاج التواصل مع إدارات داخلية». واستشهد البقمي بمواقف منها اتصال لإعلامي هاتفه في وقت متأخر وأيقظه من النوم ليسأله عن عدد الحفر في شوارع جدة، فطلب منه التواصل معه في وقت مناسب خلال أوقات الدوام، وبعد أيام جهز له الإجابة إلا أن نشر التحقيق الصحفي الذي وصفه الصحفي السائل بأنه مستعجل كان بعد شهرين من الإجابة على السؤال، معلقا بأن هذا ضريبة العمل كمتحدث إعلامي. وأشار إلى أن المتحدث الرسمي عادة يجيب طبقا للسؤال وأهميته ودقته، ويلتزم بتوفير أي أرقام أو إحصاءات أو حقائق ترد من الإعلامي نافيا أن تكون لديهم ردود معلبة أو جاهزة. وتعهد الناطق الرسمي لأمانة جدة بالإجابة على أسئلة الإعلامين في مدة لا تتجاوز 3 أيام عمل، وأحيانا تتم الإجابة في ذات اللحظة إذا كان الاستفسار عاما إلا أنه في حال طلب معلومات دقيقة لا بد من منح المتحدث مدة كافة ما بين أسبوع إلى عشرة أيام شريطة أن لا تكون الإجابات متداخلة مع أجهزة حكومية أخرى. وشكا البقمي من التشابك في المسؤولية بين أمانة جدة وشركة المياه وإصرار بعض الإعلاميين الحصول على تعليق الأمانة من طفح المياه وهو أمر خارج نطاق اختصاصها. من جانبه، اعتبر المستشار الإعلامي والتربوي الدكتور سعود بن صالح المصيبيح أن تجربة المتحدث الرسمي انطلقت في المملكة دون تحديد أنظمة وقوانين وأهداف ومواصفات وتوصيف للعمل وآلياته ومن يقوم به ويشمل ذلك تعريفا للمتحدث الرسمي وواجباته وأهدافه وضوابطه وبيئة عمله ومصدر معلوماته وتوصيف الجهات التي تتعامل معه وكيف ومتى وطريقة عمله ومن هنا ساد الارتجال والاجتهاد وعدم الدقة. وأضاف: «اللواء منصور التركي متحدث وزارة الداخلية الأفضل في هذا الجانب وذلك لقدراته وكثرة الأحداث وتوفر المعلومة بينما في غالبية الجهات يكون المتحدث عبئا على الجهة، وأقترح أن تقوم هيئة الخبراء بدراسة مهام وواجبات ومواصفات المتحدث الرسمي مع الجهات ذات العلاقة وأن يكون له مكافأة خاصة إضافة إلى مرتب لا يقل عن مئة ألف ريال أسوة ببعض رؤساء التحرير وهذا سيحفزه للرد على مئات الاتصالات والاستفسارات اليومية». وطالب المتحدثين الإعلاميين بعقد لقاء صحفي مرتين في الأسبوع ليوفر كل منهم معلومات عن قطاعه ترد على استفسارات وأسئلة الإعلاميين المختلفة. متحدث صامت وفي استطلاع رأي لعدد من الزملاء الصحفيين والصحفيات في مواقع التواصل الاجتماعي وسؤالهم عن أكثر وأقل المتحدثين الاعلاميين تجاوبا تفاوتت إجاباتهم حيث اتهم ستة إعلاميين من أصل 8 الناطق الإعلامي في أمانة جدة بعدم التجاوب وعدم الرد على هاتفه الجوال، في حين أجمعوا على أن الناطقين الإعلاميين في كل من الجوازات، الدفاع المدني، الشؤون الاجتماعية بالأكثر تجاوبا. وقالوا إن المتحدث الرسمي لجامعة الملك عبدالعزيز يتجاوب مع الإعلاميين في المواضع التي تخدم الجامعة أما في الانتقادات الموجهة إليها فهو غير متجاوب نهائيا. وأشادوا بالعمل المميز للمتحدث الرسمي بصحة جدة فيما طالبوا بتحسين أداء الناطق الإعلامي في إدارة التعليم، وأجمعوا على أن وجود ناطق أو متحدث رسمي لبعض الجهات حاليا مطلب مهم جدا. يشار إلى أن الناطق الإعلامي في أمانة محافظة جدة محمد البقمي يعد رابع متحدث تعينه الأمانة في عام واحد.